فن التمثيل..
لهيب خليل
يعتقد الكثيرون أن الممثل البارع من يلعب دوره بشكل طبيعي ودون اصطناع واضح، لكن الحقيقة، وفقًا لكثير من المخرجين والمشرفين الفنيين ، أن أداء الدور بعيدًا عن الاصطناع بل التقمص اي انه سيكوم تقريبا تلك الشخصية التي سيمثلها امام الجمهور، والتميز يكمن باستطاعة الممثل على مفاجأة الجمهور بردود فعله وعدم قدرة المشاهد على التنبؤ بما سيقوم به لانك ببساطة عندما تقف امام انسان في الحياة وقع في مأزق نفسي او اجتماعي او او لن تعرف ما ستكون ردود افعاله في اغلب الاحيان ورغم معرفتك الجيدة بذلك الشخص وانك ستندهش لما سيبدر منه لانه صار تحت ضغط الازمة ومن هنا الممثل الناجح هو الذي يدهش الجمهور المتلقي بأيصال مشاعره وفعله المسرحي بكل جديد يقدمه لانه كاد ان يجعلهم يصدقون ان امام اشكال حقيقي من الحياة ومن النقاط الاحرى المهمة هي قدرة الممثل على كشف المشاعر والعواطف المجاهرة بها اي ان الممثل سيتعرى عاطفيا للتأثير على المتلقي بعد عرض الممثل لمشاعره وعواطفه بشكل صادق ومخلص لحالته النفسية في موقف درامي ضمن الحكاية المراد تقديمها مسرحيا او سينمائيا ..
بعض النظريات والدراسات تحاول التاكيد ان التمثيل ما هو الا مواد مدرسية ممكن لاي شخص قرائتها والتعلم منها وتطبيقها وفي المقابل نجد عكس تلك الاراء ان التمثيل موهبة يولد الانسان بها واصحاب الرائيين يوكدون على ان التمثيل كذلك مجموعة واسعة من المهارات التي تعتمد بشكل أساسي على قدرة الشخص على تطويرها، مثل الخيال والتقمص العاطفي واستخدام لغة الجسد، بالإضافة إلى وضوح مخارج الحروف والقدرة على فهم الدراما كما يحتاج الممثل أو الممثلة إلى الوقت والممارسة بالوقوف على المسرح أو أمام الكاميرا، حتى يصلوا إلى مرحلة الراحة بالوجود أمام مجموعة كبيرة من الناس، أما في حالة ضعف الثقة بالنفس عند الوقوف أمام الكاميرا او الناس، فإن الممثل يندفع إلى حالة يمكن تسميتها (حماية النفس من الانكشاف العاطفي)اي يصاب بعقدة الخجل التي يصاب بها معظم الناس وهذا ما يميز الممثل المخضرم عن الممثل الصاعد، إذ يساعد تراكم الخبرة لدى الممثل القديم بزيادة ثقته بعمله حتى إن أخطأ في بعض الأماكن أو تعرض للمعوقات في أثناء العمل، على عكس الممثل الصاعد الذي يمكن لأي مطب صغير أن يوقعه بالارتباك ،ومع هذا وذاك يعتبر التمثيل من أقل الفنون المفهومة لدى عامة الجمهور، ومع أن الأشخاص الاعتياديين من غير الفنانين قد يكونون على دراية بكيفية عمل الرسام أو الروائي أو الموسيقي، إلا أن قلة قليلة ممن هم خارج مهنة التمثيل على إطلاع بكيفية عمل الممثل وتحضيراته لأحد أدواره، مما يجعل قدرة الجمهور على تقييم أداء الممثلين محدودة ولهذا ومثلما قيل قديما اعذب الشعر اكذبه كذلك كلما كان الممثل كذاب وماهر في تقديم كذبه لنا وجعلنا نصدق الكذبة كان ذا موهبة عظيمة وليس معنى ذلك انه يريد خداعنا فالممثلين وكتاب المسرح يسعون لتقديم المواقف والازمات التي تعصف بالانسان من اجل البحث عن معنى واجلاء الغموض عن الحياة والعلاقات الاجتماعية والسياسية والمشاعر الدفينة والمخفية تحت اقنعة الجسد . تتضمن مهنة التمثيل العمل ضمن قوالب عدة منها اللغات واللهجات. يملك بعض الممثلين قدرة مميزة على استخدام شتى اللغات أو اللهجات ببراعة، ولكن هنالك آخرين استخدامهم للغة أخرى غير لغتهم الأم يؤثر على أدائهم التمثيلي والفني بشكل كبير وتلك احدى مشاكل العمل والمهنة ويملك البشر طيف واسع من الأصوات التي يمكن إصدارها من الحنجرة، ولكننا نستخدم عددًا محدودًا جدًا منها. الممثل الجيد يعمل على تدريب حنجرته ولسانه على أداء أكبر عدد ممكن من هذه الأصوات، خصوصًا أن الصوت أداة رئيسية في مهنة التمثيل، وبالتالي القدرة على التحكم بالصوت تعني القدرة على ضبط إيقاع كلمات النص بما يناسب اللحظة الدرامية ورغم وجود بعض المعايير التي تحدد جودة الممثل، يبقى الموضوع مسألة تفضيلات شخصية، فمن الطبيعي جدًا أن لا تتوافق كل الآراء بخصوص الممثلين وحسن أدائهم من جهة أخرى، تؤثر الحياة الشخصية للممثلين والممثلات بشكل كبير جدًا على تقييم الجمهور والنقاد لهم خصوصا ما بعد استخدامات وسائل التواصل الاجتماعي وانتشار المعلومات والاخبار.
Copyright © 2020 Kirkuk Tv All Rights Reserved Designed And Developed By AVESTA GROUP