الإنسان هو أقدس موجود فى مجرتنا وكوكبنا؛ فبظهور الإنسان العاقل الهومو سبيان، قامت الثقافات والحضارات، وهو من أبدع اللغات والفنون والآداب والشرائع والأديان والفلسفات والعلوم، الفجوة الكبيرة بين المثقف الحقيقي والمواطن نتيجة سياسات خاطئة جعلت بعض المتقافزين يعرضون سطحياتهم على الساحة الفكرية والفنية والادبية باعتبارها نتاج انساني اصيل ..
في سبعينيات القرن الماضي وبعد تحسن الوضع المالي للفرد العراقي نتيجة صعود اسعار النفط صار السفر متاحا للجميع لذلك عمد الناس الى الهروع الى المكتبات لاجل شراء كتب صغيرة لتعلم اللغة الانكليزية او غيرها لتفيدهم اثناء سفرهم والامر الذي اعطى دافعا قويا لدور النشر اللبنانية حينها لانتاج كتيبات صغيرة قواميس تحوي على عدة عشرات من الكلمات التي يحتاجها المرئ اثناء سفره ومنها كيف تتعلم الانكليزية في 5 ايام او تعلم الانكليزية بدون معلم وصار بعض الناس وعندما يسألون هل تتحدث لغة اجنبية فيجبون بالايجاب فقط لانهم اطلعوا على تلك الكتيبات والمشكلة هذه القضية امست منتشرة هذه الايام في قضية الاعلام والصحافة فاغلب من عنده صحفة على الفيس او بقية وسائل التواصل الاجتماعي يتصور انه كاتب وروائي وصحفي ومحلل سياسي . نحن نعرف ليس كل من اكمل دراسة الادب واللغة العربية صار شاعرا واديبا ولا كل من حاز على شهادة دبلوم كلية الرياضة صار رياضيا مشهورا تتراكض له النوادي الرياضية ولا كل من اكمل كلية السياسة صار سياسيا نعم الدراسة والبحث لهم دور اساسي في اعداد الانسان لان يكون مؤهلا للعمل في ذلك المجال الذي نال عنه شهادة والتي ستأهله للدخول في موسسة معينة او دائرة ما ليطبق ما تعلمه في خلال 16 سنة من التعلم والمواظبة على قراءة الكتب والمناهج المدرسية ورغم كل ذلك العلم والسنوات الا ان اكثر الذي تم تعيينهم يقال لهم انتم لازلتم قليلي الخبرة العملية في مجال اختصاصكم بحكم ان العلم له جانب نظري وعملي فهم اي الخرجيين الجدد قد حصلوا على العلم النظري وهو الاساس في عملية التعلم والان عليهم ان يحصلوا على الجانب العملي وهي قضية اساسية للتجربة الانسانية التي بنت الحضارة على هذه الارض وقد ينزعج الكثير منهم باعتبارهم انهم حاملة شهادات ولكن اكثرالامور مشكلة هي ان نصف العلم اخطر من الجهل حسبما يقول المثل العربي ويقول الاديب الرحل توفيق الحكيم (ما الغرور الا وجه من وجوه الجهل )وتلك مشكلة جيل النت الذي تربى على برامج مثل من سيربح المليون البرنامج الذي سطح العلم وافرغه من محتواه واهدافه العظيمة لان الوصول الى المعلومة سهل جدا ورغم هذا يبقى الكثير يتصور انهم لا يحتاجون للعلم فما معهم يكفيهم لاجل ان يعيشوا حياتهم فلما وجع الدماغ والبحث والتعب مثل الكثير من المعلمين فهو بعد مدة سيحفظ المنهاج ويدرسه للطلاب سنة بعد اخرى من دون فحص فيما اذا صار هناك جديد في اختصاصه فالامر لا يعود له لانه من اختصاص لجان وضع المناهج في الوزارات بالضبط هم من يريدون السفر بالطلاب في الحياة بسذاجة وتعلميهم بدون تعب الدراسة والبحث العلمي فقط احفظ كم كلمة وستكون من الاعلاميين والصحفيين المهم ان نقول ان الجانب العملي للاعلامي والصحفي والكاتب والمحلل السياسي ومقدم البرامج هو القراءة والبحث والدراسة المستمرة وهو التنقيب عن المعلومة ومعرفة مصدرها الحقيقي ومتابعة الثقافة والفكر في كل بقع الارض..
Copyright © 2020 Kirkuk Tv All Rights Reserved Designed And Developed By AVESTA GROUP