الدليل إلى مصطلحات الوساطة والتفاوض وحل النزاعات: أداة معرفية في قلب الدبلوماسية القطرية

في سياق عالمي مضطرب يتسم بتصاعد النزاعات وتشابك الأزمات الإقليمية والدولية، يأتي كتاب “الدليل إلى مصطلحات الوساطة والتفاوض وحلّ النزاعات” للدكتور خليل فضل عثمان، كمساهمة فكرية وأكاديمية نوعية تهدف إلى إثراء المحتوى العربي في حقل الدبلوماسية الوقائية والعمل الإنساني.

يرتكز الكتاب على محاولة جادة لسد فراغ ملحوظ في المكتبة العربية، من خلال تقديم مرجع علمي ومهني يُعنى بتأصيل المفاهيم والمصطلحات المرتبطة بالوساطة، والتفاوض، وحل النزاعات، ورفض العنف. ويكتسب هذا الدليل أهمية متزايدة في ضوء تحوّل السياسة الخارجية القطرية إلى دبلوماسية فاعلة ونشطة في إدارة وتسوية النزاعات، عبر أدوات السلام والحوار والمشاركة البنّاءة.

الكتاب لا يقتصر على الشرح النظري، بل يسعى إلى بناء قاعدة معرفية تستند إلى التجربة القطرية الحديثة، بما في ذلك مبادرات الوساطة التي قادتها قطر خلال العقدين الماضيين، وتحديدًا منذ عام 1995، حين بدأت الدوحة تبلور نهجًا دبلوماسيًا مستقلًا يقوم على تعزيز السلام والحلول السلمية. هذا ما ظهر جليًا في الوساطات التي قامت بها الدولة في مناطق نزاع مختلفة مثل لبنان، السودان، أفغانستان، غزة، وغيرها.

الدليل يضم مقدمة منهجية دقيقة، ويخاطب العاملين في الحقول الدبلوماسية والسياسية والقانونية والإنسانية، ويقدّم مصطلحات أساسية مشروحة بتأنٍ، مع تسليط الضوء على دلالاتها السياقية وأبعادها التطبيقية. كما أنه يخاطب الباحثين وصناع القرار والطلاب المهتمين بمسارات الحوار والسلام والمصالحة المجتمعية.

يمثّل هذا الإصدار جزءًا من مشروع أشمل تبنّاه المعهد الدبلوماسي القطري، بالتعاون مع مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني، لتقنين أدوات العمل الدبلوماسي وصقل المهارات التفاوضية وفق مقاربة علمية دقيقة، تستند إلى خبرة ميدانية وقراءة نقدية للسياقات الإقليمية والدولية.

هذا الكتاب هو دعوة إلى التفكير الهادئ، والتأسيس لثقافة السلام، وتوسيع المدارك حول المفاهيم الأساسية في صناعة الدبلوماسية الحديثة