ما الجديد في مُلتقى الاتحاد الوطني الكوردستاني؟

منذ سنواتٍ طوال وتحديداً بعد مرض ورحيل الرئيس الخالد مام جلال لم يمرّ الاتحاد الوطني الكوردستاني بحالة من التفاؤل والمعنويات العالية مثل التي يمرّ بها خلال الأيام القليلة الماضية على هامش انعقاد مُلتقى الاتحاد الذي احتضنته مدينة السليمانية بحضور الرئيس بافيل جلال طالباني ونائب رئيس حكومة اقليم كوردستان والمشرف العام على المُلتقى السيّد قوباد طالباني وبحضور قيادات وأعضاء وكوادر الحزب من جميع المحافظات والمُدن والمناطق، إلا انّ أكثر ما زرع الابتسامة والفرحة لدى الجميع بأن هذا المُلتقى كان مُتنفساً جديداً من خلال اعطاء مسؤوليات وأدوار ومهام أكبر لكوادر وأعضاء الحزب بإعادة صياغة استراتيجية وسياسة جديدة للحزب على مختلف المستويات والقطاعات والأقسام.
وواحدة من الخصال الجديدة التي جاء بها المُلتقى أنه أثبت للجميع بأن الاتحاد الوطني الكوردستاني كان ومازال حزب وحاضنة للآراء المُتعدّدة والأفكار المُتجدّدة والرؤى المتطلّعة وان اختلفت الطروحات في بعض الأحيان، وهذا ما جعل أن يعمل بجدِ ومُثابرة ويرفع شعار التجدّد والاصلاح في العمل الحزبي والمُنظماتي، بعد أن وصل الى مرحلة من الاستقرار الداخلي والخارجي، بإعادة تنظيم أعماله وسياسياته ورؤاه وعلاقاته سواء الداخلية منها مع الأحزاب العراقية، أو الخارجية مع دول الجوار والمنطقة.
نتطلع بأن يدخل الاتحاد الوطني الكوردستاني بعد انتهاء هذا المُلتقى بمرحلة جديدة أكثر انفتاحاً على مستوى العلاقات الدولية والخارجية، وأيضاً مرحلة جديدة في كيفية ادارة الحُكم، والمشتركات السياسية مع الأحزاب الأخرى، تنفيذاً لمُخرجات المُلتقى ومطالب كوادره وأعضائه، وهي ضرورة ماسّة في المرحلة الحالية التي بات الاتحاد الوطني الكوردستاني مركزاً مهماً لمختلف الآراء والقوى السياسية المحلية منها والدولية.
مُستقبل زاهر بانتظار حزبنا بعد أن سار على سكّة اجراء اصلاحات جذرية وفي مُختلف المفاصل، وأيضا بإعطاء مساحات خضراء واسعة لجيل الشباب من أجل اثبات قدراتهم وتنفيذ أفكارهم والابداع أكثر، وهذا هو ديدن الاتحاد الوطني الكوردستاني منذ تأسيسه قبل أكثر من أربعة عقودٍ ونصف.