ليس بمقدور أي حزب سياسي الابقاء على ديمومة نهجه وتطلعاته المستقبلية ويحافظ على المكتسبات المتحققة بنضال كوادره وبدماء عشرات الالاف من الشهداء الابرار،اذا لم يعد قراءة حقيقية لهويته ورؤيته المستقبلية.
كحزب سياسي عريق يعتبر الاتحاد الوطني الكردستاني ركيزة اساسية ضمن القوى الحامية للديمقراطية ليس في كردستان فحسب بل في العراق والمنطقة ايضا،وثقله ومكانته في منظمة الاشتراكية الدولية عززا من موقعه على الساحة الكردستانية والعراقية وحتى العالمية وفي الوقت نفسه ضاعفا المهام التي تقع على عاتقه من الدفاع عن المبادئ الديمقراطية و نصرة حق الشعوب المضطهدة.
هناك حقيقة اخرى وهي ان توفيق ونجاح الامين العام للاتحاد الوطني في اداء مهامه كرئيس لجمهورية بلد متعدد القوميات والطوائف والمذاهب وفق شهادات اغلبية الاطراف العراقية بانه يمثل صمام امان العراق وصاحب الدور المحوري في لم شمل العراقيين،شكل اثباتا حقيقيا بان الاتحاد الوطني الكردستاني من الاحزاب التي بامكانها مسك زمام ادارة الحكم الرشيد.
في الانظمة الديقراطية المستقرة، صناديق الاقتراع هي التي تحسم مسألة الوصول الى الحكم ولكن في الانظمة الديمقراطية غير المستقرة او في بلد متعدد الاعراق والشعوب مثل العراق تعتبر صناديق الاقتراع جزءا اساسيا ضمن اساسيات متعددة في مسار الحسم يليها ثقل الاحزاب في فرض الامر الواقع للتعامل معه كشريك وتحقيق تطلعاته عبر اتفاقات وتوافقات متفقة بين اطراف رئيسية معينة،ومن هنا لابد من ادراك حقيقة ان الأحزاب تختلف من حيث طبيعتها العضوية واهدافها منها احزاب تستمد قوتها من أبناء طبقة او قبيلة معينة ولا تبدي اهتماماً بالجماهير وهدفها الوحيد هو كسب الأصوات وإيصال المرشحين إلى كراسي الحكم وتحقيق شيء معين.
أما الاتحاد الوطني الكردستاني فعند اعلان تأسيسه وكفاحه النضالي وفي الحاضر والمستقبل،يعتبر الجماهير وخاصة الطبقة الكادحة الركيزة الاساسية التي يستمد منها قوته وهذا النهج امكنه ويمكنه من التمسك بشعار السلم والديمقراطية وحقوق الانسان وحق تقرير المصير،وإلا فليس بمقدور اي حزب سياسي رفع تلك الشعارات دون اعتبار نفسه حزبا يستمد القوة من الجماهير ليبقى حزبا جماهيريا يستقطب الجماهير لتحقيق اهداف قومية وفكرية وسياسية واجتماعية.
في خضم الاحداث والمستجدات الطارئة والعصيبة على الساحة الكردستانية،العراقية،الاقليميةوالعالمية،استطاع الاتحاد الوطني الكردستاني وبقيادة الرئيس بافل جلال طالباني ودعم القادة والكوادر والجماهير ان يبرز كحزب متماسك ورصين وقد افلح في ادارة ملتقاه العام (ملتقى الاتحاد نحو التجديد والاصلاح) في كافة المدن والمناطق الكردستانية بتوصيات وخارطة عمل جديدة للمهام الآنية والمستقبلية .
الاتحاد الوطني متمسك بان ياخذ على عاتقه المسؤولية في السير قدما لمواجهة التحديات العصيبة على كافة المستويات من منطلق ان بقاء الاتحاد الوطني ضمن احزاب قادة الاجيال والمستقبل مرهون بتمسكه بستراتيجية التجديد وبالنهج والمبادئ التي تأسس من اجلها وإحدث ثورة مجيدة ننعم بمكتسباتها ونستعيد ذكرى انطلاقتها كل عام بفخر واعتزاز دائم والى الابد.
Copyright © 2020 Kirkuk Tv All Rights Reserved Designed And Developed By AVESTA GROUP