ما يجري كله مضيعة لوقت العراقيين، فهو يضيع عليهم أوقاتهم ومستقبلهم، فما يسمونه بمجمله انسدادا سياسيا، أنتج مصروفات كثيرة وهدرا أكثر.
حينما يبرز في بلاد الله فكرة سياسية الى السطح او يتشكل تيار جديد، يؤدي الى الاثراء والحيوية وتفعيل مناحي الحياة.
لكن في العراق يتحول الامر الى مناسبة للانسداد السياسي والجمود والمراوحة المملة. يضيف هما على الهموم ويضاعف المآسي، كان المفروض أنه وبعد مضي ١٩ عاما على سقوط صنم صدام في قلب بغداد، فإن القادم عبارة عن مرحلة جديدة من دورات الزمن او صفحة بيضاء يسطرها العراقيون (الأجدد) خلفا للعراقيين (الجدد) الذين تسلموا زمام الحكم بعد عملية تحرير العراق.
هناك مثل تركماني يقول آخر باخن (انتظر الخاتمة) او ما معناه في المثل العربي (العبرة في الخواتيم)، إذ بدل فك العقد بالأيدي، صارت تؤذي الشفاه في الأفواه، فلو كانت المحاصصة فيما بين المكونات الثلاثة الشيعة والسنة والكورد مشكلة المرحلة السابقة، نرى اليوم ان المشكلات الثلاث صارت ستاً: شيعتان وسنتان وكردان إثنان. اي تجزئة المجزأ كما تقول الادبيات العربية.
المشكلة ان هذه الاطراف لاتمارس السياسة في بلدين مختلفين كلا على حده، بل هم في العراق ويتصادمون في أروقة بغداد، ونتيجة لهذا التشابك والتداخل، بدل أن يحصل تغيير جذري متسارع، نرى أن المهام تعطلت في منتصف الطريق، العراقيون يدفعون الثمن، والضاربون مبدأ التوافق عرض الحائط والباحثون عن الحل خارج التوافق، هم وحدهم يتحملون المسؤولية.
ما يحصل يدفع ضريبته المواطنون من أيامهم وحياتهم ومعيشتهم، والأنكى من ذلك انه لا أحد في هذه اللعبة السياسية غدا يتحمل وزر الأضرار وتعويضها، ربما يقيدون الامر في خانة “التلف”، او كالجملة الأثيرة التي اقتبسها الفنان المصري المعروف (يحيى شاهين) من رواية (بين القصرين) لنجيب محفوظ حين قال:
قيّد عندك: بضاعة أتلفها الهوى.
Copyright © 2020 Kirkuk Tv All Rights Reserved Designed And Developed By AVESTA GROUP