🔸البيان رقم ( 1 )
لن يَخْتلط الماء بالزيت ..
بقلم / د. نبيل أحمد الامير
رغم أن تعاليم ديننا الحنيف تُوجب علينا التفائل ، حيث الحديث الشريف : ((المؤمنون متفائلون)) ، ورغم ان الشعب بحاجة لمن يأخذ بيده ويضعه حيث التفائل ، ورغم ان السياسيين في ظاهرهم دائماً متفائلون ويُكذّبوا على بعضهم البعض وعلينا ، ورغم انّي أتمنى صادقاً من كل قلبي أن أكون مخطئاً هذه المرّة .. لكني أسألكم ، هل يختلط الماء بالزيت عند الخلط ؟؟؟؟
أرى اليوم أن الوضع السياسي العراقي أصبح بأقطابه وزعماء الصدفة فيه من جهة .. والشعب المُنتفض الغاضب من جهة أخرى ، قد أصبحوا مثل الماء والزيت ، لايمكن لهما أن تتجانس مكوناتهم مهما حاولنا وحاولنا ، لأن القاعدة الكيمياوية لكل من المركبين تتنافر مع الأخرى .
لقد خرجت إمكانية السيطرة على الوضع من يد كل الاطراف ، بسبب التدخل الخارجي ، والمال السياسي ، والخوف من المجهول ، والأجندة الإقليمية التي ترتبط بخارطة الشرق الأوسط الجديد ، وإنعدام الثقة ، ومفاهيم الإستعمار الحديث الذي يغزوا الشعوب من داخل مكوناتها ، ومصلحة الكيان الصهيوني وتأثيره على القرار الدولي ، كلها مجتمعة جعلت الحلول بالعراق مستحيلة ، حيث إستفحل الخبيث بالجسد العراقي .
ففي عالم الطب يكون آخر العلاج هو البتر ، للتخلّص من إنتشار المرض الخبيث ، ونحن اليوم مُطالبون ببتر كل من ركب الموجة لنفسه وجماعته ، لنُبقي باقي جسد العراق سليماً معافى قبل أن يتغلغل فيه المرض الخبيث .
سيُحاول البعض ان يلبس لباس الحكمة والورع والوطنية والنزاهة ، ليمتطي صهوة الاستمرار في إستنزاف خيرات البلد ، لكني أظن انه سيجد هذا اللباس قد ضاق عليه وأصبح خانقاً ، لان الشعب ضاق ذرعاً بكل الموجودين ، وأصبح لايتنفس بوجود هؤلاء في حياته .
وسيبقى الحل (كما نرى) ، بيد الشعب العراقي الذي عليه واجب التغيير ، وإلّا سيبقى الأمر على ماهو عليه ، ويبقى البلد بيد الفرق المتخندقة بالطائفية والقومية والحزبية ، ويبقى اولاد الخايبة من الابرياء والفقراء ينزفون دمهم ضريبةً لبقاء قادة الصدفة في مواقعهم ، وتبقى الدولة شبه دولة ، ويبقى من فيها أشباه رجال يتسابقون بالمنكرات وسرقة ماتبقّى من خير العراق .
سنبقى نتأمل زائر الفجر الجديد ، ليُطلّ علينا في صبح يوم جديد لنستمع منه البيان رقم واحد .
Copyright © 2020 Kirkuk Tv All Rights Reserved Designed And Developed By AVESTA GROUP