رئيس الجمهورية: نتقدم بخطوات مدروسة لاستغلال الغاز

شارك رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، اليوم السبت 2 آذار 2024 في الجلسة الافتتاحية للقمة السابعة لرؤساء دول وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز (GECF) التي عقدت في الجزائر.
ولدى وصول رئيس الجمهورية إلى مكان انعقاد القمة كان في استقباله الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.
وألقى السيد الرئيس كلمة في مؤتمر القمة أكد فيها أن الجهود العالمية لا زالت منصبة في تحقيق التوازن بين أمن الطاقة وبين تقليل الانبعاثات، مشيرا إلى أن نقص الطاقة لا يقل ضررا عن آثار الاحتباس على بني البشر.
 وأشار رئيس الجمهورية إلى التقدم في استغلال الغاز، مبينا أنه قبل نهاية العام 2023 تم تشغيل مشروع للغاز، وفي هذا العام تبذل جهودا كبيرة للانطلاق بأكثر من مشروع للغاز في مناطق متعددة من العراق.
 وبشأن القضية الفلسطينية أكد السيد الرئيس الدعم الكامل لنضال الشعب الفلسطيني، الذي يواجه عدوانا جائرا، كما استنكر المحاولات الغاشمة لإبادته.
 وفي ما يلي نص  كلمة رئيس الجمهورية في مؤتمر القمة السابعة لرؤساء دول وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز:

"فخامة الأخ الرئيس عبد المجيد تبون رئيس القمة السابعة لرؤساء دول وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز

السيدات والسادة الحضور
السلام عليكم ..
     يطيب لي أولاً، ان اتقدم بموفور الشكر على دعوتكم الكريمة للمشاركة في هذا الحدث العالمي الكبير، ففي الوقت الذي يعيش العالم فيه اليوم صراعات المناخ والطاقة، ومقدمات عصر التحول بالطاقة، وانعكاسات تلك الصراعات على استقرار قطاع الطاقة العالمي، يصبح جلياً ان العالم يحتاج الى استقرار قطاع الطاقة والثقة بهذا الاستقرار، مثلما يحتاج للطاقة نفسها .
   لا زالت الجهود العالمية منصبة في تحقيق التوازن بين امن الطاقة وبين تقليل الانبعاثات، ونقص الطاقة لا يقل ضررا عن اثار الاحتباس على بني البشر، فهناك ما يقرب من مليار إنسان في العالم يفتقرون للوصول الى مصادر الطاقة، وهذا الرقم في تزايد، خصوصا، مع السعي الحثيث لازاحة الوقود الرخيص عالي الانبعاثات، وهذا ما دفع المجتمع الانساني الى ضرورة العمل لوضع رؤية للانتقال العادل للطاقة، يحفظ للكوكب مناخه ولا يترك احدا خلف الركب.
   شكّل الوقود الاحفوري ما نسبته 80% من مزيج الطاقة العالمي خلال العقود السابقة، ومن المتوقع ان تبقى هذه النسبة  اعلى من 60% قبل منتصف القرن الحالي. وعلى الرغم من كل التحديات فقد ضاعفت وزارة النفط في العراق إنتاجها الى (4.7) مليون برميل خلال العشر سنوات الماضية ليحتل العراق وحده مساهمته بخمس الزيادة العالمية المتحققة في الإنتاج .
   لقد اشار النص الختامي لمؤتمر الأطراف (Cop28) الى اعتماد الوقود الانتقالي كركيزة من ركائز التحول، وهو ما كان حاضرا أصلا، ومنذ سنوات في رؤيتنا الوطنية لصناعة الغاز؛ لان  الدور الوسطي الذي يمكن ان تلعبه صناعة الغاز في مسار التحول بالطاقة، يجعل من المهم التركيز على هذه الصناعة ضمن خطط واهداف البلد.
   يتجلى الدور الفاعل للغاز في قطاع الطاقة على الامدين القريب والبعيد، ليس لانه وقود اقل تلويثا فقط، بل لدوره التكاملي والتشاركي مع مصادر الطاقة النظيفة؛ بسبب مرونة العمل به في قطاع التوليد وفي الصناعات الضرورية، التي تأتي من تقنيات التوليد الكفوء للطاقة؛ كالدورات المركبة بكفاءة قاربت الـ 65% او لكونه مادة اولية للصناعات البتروكيمياوية، التي لا غنى للعالم عنها باي حال من الاحوال.
   وهذا هو الدور الذي يقوم به حاليا منتدى البلدان المصدرة للغاز، للوصول الى استقرار يدعم المصدرين والمستهلكين، ويدعم قبل ذلك صناعة الغاز نفسها التي تحتاج الى جهد وتمويل كبيرين على مستوى الانتاج ومستوى التصدير، والايمان بهذا الدور للمنتدى، كان حافزا للعراق لابداء رغبته بالدخول للمنتدى كمراقب، تمهيدا للوصول للعضوية الفاعلة، خصوصا وان المنتدى حريص على تنسيق الرؤى والمواقف مع منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).
    على المستوى الميداني، وانطلاقا من هذه الرؤية، اطلقنا المشاريع المكملة للجولة الخامسة ومشاريع الجولة السادسة، وهي في اغلبها حقول غازية واعدة. من جهة اخرى، صادق مجلس الوزراء على توصيات إنشاء منصة الغاز المسال في ميناء الفاو الكبير، وهي الأولى من نوعها في البلد من اجل تعزيز امن الطاقة وتنويع مصادرها.
    نحن نتقدم ايضا بخطوات مدروسة لاستغلال الغاز، وقبل نهاية العام 2023 تم تشغيل مشروع للغاز، وفي هذا العام تقوم الوزارة حاليا بجهود كبيرة للانطلاق بأكثر من مشروع للغاز في مناطق متعددة من العراق.
   لقد تضمن النص الختامي في مؤتمر الاطراف مضاعفة الطاقة المتجددة بثلاثة اضعاف قبل حلول العام 2030، وما كانت تلك الرؤية جديدة على استراتيجية الطاقة العراقية، لقد عمل العراق بشكل دؤوب على مجالات الطاقة المتجددة باضافة سعات توليد شمسية، كما تم توقيع مذكرات تفاهم وعقود مع شركات عالمية مختصة.
  لقد بدأنا اول مناقصة تنفيذ مشاريع خفض الكربون ممولة من سندات الكربون لمشروع حرق الغاز في حقل شرقي بغداد؛ لنؤكد بهذه المناسبة ان البلدان النفطية يمكن ان تلعب دوراً مهماً في هذا المجال من خلال العمل على تحسين كفاءة الطاقة؛ لان قيود المناخ هي لمكافحة الاثار المناخية للوقود الاحفوري وليس الوقود نفسه.
   من جهة أخرى، تم اعداد مسودة قانون الطاقة المتجددة لتاسيس هيكلية ادارة لهذا الملف الحيوي، ولاصدار التشريعات اللازمة لتسريع العمل وتم عرضه في المجلس الوزاري للطاقة، ...

...دور منتدى البلدان المصدرة للغاز كلاعب اساسي في حركة استقرار السوق وفاعليته يدا بيد مع منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك.
    وهنا نود أن نشيد بدور الجزائر التاريخي، وكان دوراً أساسيا في تثبيت أسعار النفط واستقرار سوقه العالمي؛ من خلال عملها الريادي، لمقاربة الاراء بين الدول المصدرة للنفط داخل منظمة أوبك وخارجها، للوصول الى توافقات تاريخية.
    كما نود ان نعبر عن اعتزازنا بوجودنا في الجزائر، بلد المليون شهيد، والتي كرمت العراق بأول زيارة رسمية بعد الاستقلال قامت بها حكومتها الوطنية.
   ختاما، واذ نستذكر نضال شعب الجزائر، نؤكد على دعمنا الكامل لنضال الشعب الفلسطيني، الذي يواجه عدوانا جائرا ونستنكر المحاولات الغاشمة لإبادته والتي تدور امام انظار العالم. ان امن واستقرار المنطقة بكاملها لن يتحقق من دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه كاملة وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".