أجرى معهد “نيولاينز” للإستراتيجية والسياسة بواشنطن لقاء صحفيا مع رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل جلال طالباني خلال جولة الأخير في العاصمة الأمريكية واشنطن، تطرق فيه الرئيس بافل جلال طالباني إلى جملة من الملفات والقضايا السياسية والأمنية التي تتعلق بالشأن في كردستان والعراق والشرق الأوسط.
وقال الرئيس بافل جلال طالباني خلال اللقاء إن “الحوار هو السبيل لحل الخلافات والمشاكل التي تواجه الشعب الكردي، ونسعى ليكون لنا علاقات مع جميع الأطراف والجهات السياسية”، مبينا أننا “نمر بفترة تشهد أحسن العلاقات مع العاصمة بغداد”، محذرا من “الضغط على أمريكا والحلفاء للخروج من العراق”.
وفيما يأتي نص اللقاء:
– شكرا، شكرا على حضورك في هذا اللقاء حول العراق والوضع في كردستان.
– شكرا جزيلا
– لنبدأ بهذا السؤال الرئيسي، في امريكا ينظر الى العراق على انها من دول الحرب، وتم نسيان ذلك بشكل من الاشكال حول الامور التي تحدث هنا، الا انه لا يتم الحديث حول العراق كما كان في السابق، هل يمكنك توضيح الى اين وصلت مسالة الحرب في العراق، خاصة بعد هزيمة داعش في المناطق التي يسكنها الكرد بشكل خاص، ما الذي تواجهونه هناك؟
الرئيس بافل جلال طالباني: من الخطأ القول إن داعش انتهى
– في البداية شكرا على الدعوة، وسعيد بوجودي وفريقي هنا. نعم، اعترف بان الاتحاد الوطني الكردستاني وشخصي بشكل خاص، اليوم انقطعنا عن زيارة واشنطن والعلاقات الجيدة التي كانت في السابق. وحول سؤالك، قلت ان داعش سقط، اريد ان اقول بكل وضوح بان داعش لم ينته بعد ولم يهزم بشكل كامل، هناك نوع من تهميش داعش، لكنه لم ينته، يمكن ان نؤمن بانفسنا ونقول بان داعش لم يعد موجودا في مناطقهم ولم يعد هناك مناطق كثيرة تحت سيطرته. هذا امر صحيح، او يمكن ان لا يكون بامكانه القيام بمواجهات عنيفة معنا وعدم مقدرته على السيطرة على المناطق التي سيطر عليها، لكن لدينا قوة لمكافحة الارهاب تعمل بدقة عالية.
– هل انتم اسستموها؟
الرئيس بافل جلال طالباني: الوضع في العراق وكردستان ليس سيئا كما يروج له
لكن انا اقول انه آن الاوان وبدلا من امريكا ان نتكفل بهذه المسؤولية وندافع نحن عن انفسنا،
-نعم، نحن مؤسسو تلك القوة. لدينا قوة لمكافحة الارهاب وهي على حد كبير تشبه القوات الخاصة الامريكية. خلال الاشهر الثلاثة الماضية كنا معها في عمليات مستمرة. الان واسبوعيا نقوم بثلاث الى اربع عمليات مشتركة ونشاطات، ولدينا علاقات جيدة مع قوات الامن العراقية وفي عدة مناطق نقوم باعمال مشتركة. احد الاخطاء غير المفهومة، هي الاقاويل بان داعش هزم بشكل كامل ولم يعد موجودا. وهذا في الحقيقة غير صحيح، والان فإن داعش على تواصل وتنسيق ويقوم بتنظيم نفسه باشكال مختلفة وخرج من بعض المناطق وهذا امر ليس بالسهل. وفي المستقبل سيقوم بتحركات في سوريا والعراق وقام بمشاكل في عدد من المناطق الاخرى، لكن يمكنني القول وادرك ذلك جيدا ومع الاسف بانه بعيون امريكية، فان العراق يتم استخدامه اكثر ويمكن ان لا يكون البلد الذي تريده امريكا. خلال فترة زيارته هنا تجولت في عدد من الماكن رأيت اناسا حياديين ومنازل. اريد ان اقول بان هذا الوضع ياتي في وقت يكون هناك اناس بحاجة الى مساعدة في امريكا او يمكن الان بانه الوقت المناسب بان يفكر المواطنون الامريكيون في اي دولة يصرفون الاموال، قَولي هو ان يكون هناك مسلك للبقاء في التواصل والتنسيق، وعلى امريكا ان تبقى في نوع من التواصل والتنسيق لمنع عودة الدول مثل العراق الى ما كانت الاوضاع فيه في السابق. الوضع في العراق وكردستان ليس سيئا كما يتم الحديث حول ذلك والقول هنا بان المنطقة محتلة من قبل ايران او ان السوداني ممثل ورجل ايران او بعض الاقاويل الاخرى… الاصدقاء يقولون بكل شفافية بان هذه ليست المشكلة الرئيسية في العراق، اعلم انه صعب ان تتفق معي وتسير خلفي، لا يجوز مشاهدة الامور بالاسود والابيض. رسالتي هي. اريد ان اقول لكافة الاطراف واوضح بان الوضع في العراق ليس اسودا وابيضا وبنفس القصد استطيع القول بان الوضع في اقليم كردستان ليس اسودا وابيضا ولا نستطيع القول بان عددا قليلا من الابطال هنا وهم جبناء والاخرون شجعان. نحن ندرك بانه بامكاننا تحسين الوضع وان العمل الكبير هو تخطي الالوان وخلق نوع من التقارب. ادراكي هو انه من الافضل التعامل مع الوضع. رسالتي بوضوح هي عدم عودة الاوضاع في الاقليم والعراق الى عام 2011، لكن اذا قلنا بان العراق بحاجة الى الاف من الجنود الاخرين واناس عمالقة، لا اعتقد ان هذا صحيح. نحن ككرد. يحاول الديمقراطي والاتحاد الوطني كثيرا بان يكونا مستقلين ومستقلين من الناحية الامنية، نريد ان ننتبه لانفسنا. رايت خلال هذه الفترة العديد من الاصدقاء والاخوة والاخوات وانهم مترددون حول الاوضاع، لكن انا اقول انه آن الاوان وبدلا من امريكا ان نتكفل بهذه المسؤولية وندافع نحن عن انفسنا، الا ان العراق خسر من هذه الناحية. العراق بحاجة الى مساعدة جيدة. هناك فرصة جيدة الان لدخول العراق في وضع اخر.
الرئيس بافل جلال طالباني: لستُ أؤيد الضغط على أمريكا والتحالف للخروج من العراق
يقول الكثيرون بانه يجب الضغط على امريكا والحلفاء بالخروج من العراق، اعتقد انه يجب ان لا يكون بهذا الشكل. التحالف يشمل العديد من الدول. العراق كدولة من الناحية الامنية ومن ناحية الاستثمارات التجارية ومن الناحية الاستخباراتية يحتاج الى اتفاق ثنائي مع امريكا وهذا ما يريده، لكن القول بان يصبح العراق جزءا من تحالف كبير جدا، لا اعتقد ان ذلك ضروري. يجب العمل على ان يكون لدينا اتفاق مالي ثنائي مع امريكا. كردستان بشكل عام جيدة في العديد من الجوانب. مستقرة وآمنة. اذا ما سالنا بانه ليس هناك اي مشكلة، بالتاكيد هذا غير صحيح، هناك عدم تفاؤل وقلق في هذا الشأن. يمكن انه لم نتمكن من مساعدة الناس بالشكل المطلوب. لم نقم حتى الان بتوفير فرص عمل جيدة او انه كان هناك تقصير في بعض الجوانب الاخرى، هذا انموذج صغير على ان نقول على اقل تقدير باننا بدون مشاكل وغير مقصرين.
– عفوا.. تتحدث عن اربيل ام المناطق خارج المدينة؟
الرئيس بافل جلال طالباني: الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني مسؤولان عن معيشة المواطن
– لا لا والله.. اتحدث عن منتصف السليمانية. الان هناك العديد من الناس معدمون ورايت طائرة الاطفال الورقية في السماء. بشكل عام الديمقراطي والاتحاد الوطني مسؤولان، وعليهما الاخذ بالحسبان المخاطر الناجمة. يجب ان يكون حلمنا الكبير هو حل تلك المشاكل ونقل كردستان الى مرحلة اخرى. الا انني متفائل ومن الناحية البايولوجية يجب ان اكون متفائلا وانني نجل مام جلال الذي كان متفائلا باستمرار. اذا تشاهد كردستان. نجد باننا متقاربون في الكثير من الامور والمواضيع. الاتحاد الوطني مختلف جدا عما كان عليه في الماضي، متحد الان وله رؤياه وفكره المختلف ويريد ان يجري التغيير، لكن الناس يحكمون علينا على اساس الانتخابات السابقة. هذا غير صحيح. الاتحاد الوطني الان يعمل الان بروح الاتحاد واعتقد ان هذه الروح داخل الاتحاد الوطني تساعدنا في الحصول على مقاعد اكثر. الاتحاد الوطني مختلف جدا عن السابق حتى نتمكن من مساعدة شعب كردستان.
-جيد جدا… هل بامكانك القول لنا كيف هي علاقاتكم مع الحزب الديمقراطي الكردستاني. هي هي جيدة ام جيدة جدا او سيئة. هل بامكانك توضيح ذلك لنا، خاصة والحزبان الرئيسيان في كردستان وبامكانهما القيام معا باعمال كثيرة مشتركة بالتعاون والتنسيق في بغداد؟
الرئيس بافل جلال طالباني: العلاقة بين الديمقراطي والاتحاد الوطني ليست جيدة جدا
– نعم لنتحدث عن ذلك. وضحت ذلك للفريق الذي معي. شعرت بالكثير هنا. كلنا نعلم بما يحدث في العراق. الديمقراطي والاتحاد الوطني حزبان مختلفان ومن الناحية الايديولوجية والاستراتيجية والمكوناتية مختلفان وهذا امر طبيعي جدا، مثلا في امريكا، اذا ما كان هناك حزبان متشابهان، لماذا يكونان موجودين من ناحية ادارة السلطة المشتركة بينهما او العلاقات بين الديمقراطي والاتحاد الوطني. اعتقد انه في العديد من الاحيان تكون العلاقة بينهما جيدة جدا وفي احيان اخرى سيئة جدا ولا اعتقد انها الان جيدة جدا. احيانا تلعب المشاكل المشتركة دورها وهذه مسالة مرتبطة بثقل الاوضاع في الاقليم والمنطقة. المشاكل موجودة ايضا بين سوريا، ايران، العراق وتركيا وامريكا، وتاتي الضغوطات من تلك الاطراف ونستطيع القول بشكل عام بان لها تاثيرها واقول بان العلاقة بين الديمقراطي والاتحاد الوطني ليست جيدة جدا، لكن استطيع القول بانها جيدة وتم سؤالنا كثيرا حول ذلك في معهد واشنطن. نعم العلاقة ليست ممتازة، لكنها جيدة.
لدي سؤال. لا اعلم اذا اساله ام لا.. كما تعلمون، هناك توترات بين ايران وامريكا واسرائيل ويتم نقل هذه التوترات الى العراق، نلاحظ ان بغداد هي مسرح هذه التوترات، اخبرنا ماذا يحدث هناك، خاصة وان مشكلة داعش كانت المشكلة الكبرى للعراق، الا ان المليشيات الايرانية اصبحت مشكلة في المنطقة. نعم تابع جوابك مع الشكر؟
الرئيس بافل جلال طالباني: هجمات إرهابية حصلت في اوروبا حذرت منها مسبقا
– لا لا.. انا لا اتفق حول ذلك.. ارجوك.. لنرى ماذا شاهدنا عند مجيء داعش في بداية 2011، من انصار السنة، انصار الاسلام، القاعدة في العراق وبعد ذلك العديد من الجماعات الاسلامية المتطرفة. شاهدنا العديد من العنف وهذا العنف لم ينته بعد، ولا يزال هناك عشرات الالاف من الدواعش في السجون السورية. هذه مشكلة كبيرة، لا تستطيع السلطة في تلك المنطقة السيطرة عليهم، هناك العديد من المتطرفين هناك، يا ترى ماذا سيفعلون بهم والى اين سيذهبون، تتم اعادتهم الى اوروبا؟ اتذكر في احدى اللقاءات، اعلنت لقناة (سكاي نيوز)، ان داعش اذا لم تتم السيطرة عليه، فانه سيتوجه الى اوروبا ايضا، حينها كان الناس يقولون عن ماذا يتحدث هذا، الا انه بعد عدة اشهر، راينا انه كانت هناك هجمات على اوروبا. لدي رؤية عندما اتحدث مع شخص او مع الامريكان. الايرانيون والسيد السوداني يبحثان، اقول، يجب العمل من اجل مكافحة الارهاب. انا ادرك ما يحدث. اعلم انه حاربنا مع الاخوة الامريكان، لكن حقيقة الأمر سيئ جدا ان تقول بان داعش انتهى، تشكلت العديد من الجماعات والهيئات والطواقم الاخرى ويتم اختبارها وهذا امر سيئ جدا في الحقيقة. وهذا اخطر بكثير من ان تقول فقط بان داعش.
هل تستطيع ان تخبرنا، ماذا تقول للذين لديهم ملاحظات فقط على الميليشيات ؟
الرئيس بافل جلال طالباني: إذا أردت إشاعة السلام عليك بالحوار حتى ولو كان مع العدو
– نعم نعم بالتأكيد، إذا عدنا بالزمن إلى قبل سنتين من الآن، سنرى ان كل شي قد توقف، نحن أوقفنا الحرب، كل قوات التحالف واميركا وأصدقاءنا كانوا فرحين بذلك، ولكن نحن استطعنا كفريق واحد داخل كل تلك الفوضى أن ننتصر، في ذلك الوقت لم تكن هناك حتى حجارة واحدة تلقى بوجه أميركا، هنا نريد أن نتحدث عن عدة أسباب، لماذا ؟ لماذا كانت الاوضاع على ذلك النحو؟ منها في ذلك الوقت عندما تمت مهاجمة قوات التحالف، ثانيا تلك الحجج أسندت إلى تلك الهجمات، يجب علينا أن ننظر إلى المعادلة بشكل اوسع، ننظر إلى الموضوع كفقرة واحدة ، لذلك نرى أن كل الامور متصلة ببعض، وانا قبطان جيد لهذه السفينة وأؤمن بالحوار واللقاءات، أؤمن بان الحوار يجب أن يكون مع الجميع، يجب التحدث مع الجميع، وان نفهمهم، لذلك أؤمن بضرورة الحوار حتى مع العدو، إذا أردت أن تُشيع السلام، وإذا أردت أن تقضي عليهم، عليك بالحوار معهم أيضا، هذا الموضوع هو أسود وابيض.
طالباني: علاقتنا مع إيران جيدة وكذلك الحال مع أمريكا
تسألون لماذا يذهب بافل إلى هناك؟ ويفعل كذا ويقوم بذلك؟ بافل والاتحاد الوطني يحاولان فقط أن يفقهوا الأوضاع، نحن نريد ان أن تكون علاقاتنا واسعة مع كل الجهات والاطراف، نعم، بهذا الشكل لدينا العديد من الأصدقاء والحلفاء في العراق والمنطقة، علينا ان نعي أن حدودنا مع إيران 600 كيلومتر، لدينا معهم ستة نقاط حدودية، بعضها تحاذي محافظة السليمانية، وليس لدينا أية حدود مع تركيا، على الآخرين والمواطنين أن يعوا ذلك، علاقتي انا مع إيران، علاقة جيدة ، ومن الممكن أن ذلك ليس جيدا من وجهة نظر بعض الناس، ولكن أنا علاقتي جيدة أيضا مع أميركا ، كانت لدينا فائدة كثيرة لبعضنا، الآن لا استطيع أن أدخل في تفاصيلها الدقيقة، لأن نسبة كبيرة من تلك العلاقات والتنسيق حساسة جدا، وليس الوقت مناسب الآن للحديث عنها، ولكن في بعض الاحيان إذا وقع شيء أو حدث ، تم تفسيرها من قبل طرف معين بأنه كان يجب أن يكون كذا وليس بهذا الشكل.
الرئيس بافل جلال طالباني: الاتحاد الوطني معني بضبط الموازين بين الأقطاب المختلفة
وكلما اقتربنا من نقطة المواجهة وتعقيد الوضع، أنا وأصدقائي وعلى سبيل المثال”الأخ درباز” توجهنا إلى بغداد، وشرحنا الوضع بحيثياته لهم، وأبلغناهم أن الأمر ليس كما تتصورون، وبسبب رؤيتنا للمشهد وما أوضحناه لهم، استطعنا ان نطمئنهم ونُهّديء الوضع، ما نفعله هو امر مهم جدا، وهو الامر عينه الذي سار عليه الرئيس مام جلال، والاتحاد الوطني الكردستاني اليوم مستعد للسير على نفس النهج، انا أو الآخرين في اللاتحاد الوطني الكردستاني تهدئة الأوضاع وضبط التوازين بين الأقطاب المختلفة هو واجب على أكتافنا، وإذا كان هناك أحد يرى أن هذا الأمر ليس عملا حسنا، هذا رأيه، نحن نراه عملا جيدا، هذا شيء وارد في السياسية، هناك الكثير من الامور أنا لا أستطيع أن أصرف نظري عنها أو لا أؤمن بها، ولكن أؤمن بحرية التعبير والسياسية، وهذا موضوع يؤمن الاتحاد الوطني الكردستاني به دوما، لست هنا للحديث عن الأطراف والجهات المتنازعة، فلان إيران ماذا قالت؟ وفلان أميركا ماذا قالت؟، وليس من الصواب أن يكون دورنا سيئا، على سبيل المثال أنا حاليا أجلس هنا، وهناك من يقول أن هذه المؤسسة تابعة لفلان أو لتلك الجهة، هذا ليس مهما بالنسبة لي، المهم عندي أن هذه مؤسسة معينة، وليس بالضرورة أن نتعمق في الصراعات.
إذا راجعت تاريخ حزبي الاتحاد الوطني الكردستاني، سترى إننا قضينا عدة سنوات ونحن نتصارع.
أنت قلت أنه ليس لدينا حدود مع تركيا في كردستان، أقصد حدود كردستان مع تركيا ؟
– أي كردستان تقصد ؟
حدود كردستان ضمن مناطق نفوذ الحزب الديمقراطي
– تقصد كردستان العراق
يقال أنه من خلال تلك الحدود تدخل قوات تركية إلى أراضي كردستان، ما تعليقكم حول هذا الموضوع؟
الرئيس بافل جلال طالباني: القضية الكردية في تركيا لا تحل بالحديد والنار بل بالحوار
– هذا صراع مستمر منذ القدم، هذا الامر يتكرر دوما، ولكن من خبرتي الطويلة في شؤون الشرق الأوسط وكردستان، هذا التدخل العسكري لا يحل المشكلة، معالجة القضية الكردية تكمن في الحوار والتفاهم، هناك بعض الدول تقول ليس هناك شيء اسمه القضية الكردية، هذا أمر خاطىء، هناك عدد كبير من المواطنين الكرد في هذه المعادلة، 40 – 50 مليون مواطن كردي، هل تريد حل قضيتهم باستخدام القوة والنار، بالطبع لا تستطيع أن تحلها بهذه الطريقة، القضية تُحل بالحوار، الحديد والنار تؤزم القضية أكثر، صديقي عنده معادلة رياضية بكيفية حل القضايا عن طريق القوة والعنف، وخاصة للمواطنين الأبرياء والعزل، نرى أن القضية تتعقد أكثر، وحجم المشكلة تتضاعف مرات ومرات، هذا الموضوع ليس قابلا أن تقوم بحله عن طريق القوة والعنف، ولكن يجب عليك أن تحله بالحوار والتفاهم والاستماع للمقابل، عقود من الزمن مضت 30 – 40 سنة ولت والقضية الكردية مستمرة في تلك المناطق، ولم تُحل لحد اليوم، فقط اتجهوا للحل عن طريق الهجوم العسكري، هذا الموضوع لا يحل بالطرق والخطط العسكرية ، بكل حقيقة وصراحة هذا رأي بالموضوع.
هذا يجرنا إلى موضوع سوريا
– نعم جيد جدا
هناك رؤية خاصة حول إقليم كردستان، لديكم علاقة من نوع ما مع الاحزاب الكردية هناك، ولكن لديكم علاقة سيئة جدا مع حكومة سوريا، انتم كيف تعالجون هذا، في وقت أن المباحثات والمفاوضات لها دورها في معالجة هذا الامر، ومن المحتمل أنك لا تؤيد ما أتحدث به، أنا أشعر بالاستغراب عندما أرى شخصا يريد ان يعالج المشاكل في تلك المنطقة؟
– هذا مهم جدا، ويمكن أن تستغرب اكثر عندما ترى ان هناك شخصا أو جهة معينة يريدان أن يحلا تلك المشاكل بشكل عقلاني ومنطقي، للأسف أنا من مؤيدي تلك النظرة التي تريد أن تحل المشاكل بطريق عقلاني ومنطقي، عليهم ان يعوا جيدا أن هناك مشكلة باسم القضية الكردية، ويجب أن تحل ولكن ليس بالقوة والعنف، وهم مصرون كعهدهم القديم أن يحلوها بالقوة والعنف.
أريد أن أقول، ان هناك قضية كردية واحدة، وهي قضية اغتصاب الأراضي والتغيير الجغرافي لعدة مناطق في كردستان، وكما تحدثت بنفسك أن هناك طريقا واحدا للحل وهو الحوار والمفاوضات، ولكن في الدول التي لديها مشاكل يتم اعتماد الحل من طرف واحد دون الطرف الآخر، لماذا؟
– استطيع القول ان الكرد في سوريا حاربوا بشكل جيد ضد داعش، الالاف كانوا مشغولين بمحاربة داعش ومقربون جدا من الامريكان والقوات الاخرى في المنطقة وان تلك الحرب لا زالت مستمرة، كل القوات بهذا الشكل، هناك تنسيق بينها، لكن اذا عدنا الى تركيا، تقول تركيا لأنكم تحاربون داعش مع الكرد السوريين، هذا يعني انكم تساعدون العمال الكردستاني، يقولون بانكم ارسلتم معدات عسكرية الى العمال الكردستاني. هذا كله غير صحيح. الاتحاد الوطني يساعد اخوته في سوريا وبالتاكيد هذا ما نفعله، على الجميع ان يعرف، لكن هؤلاء الناس ينسون بان هناك قرار لبرلمان كردستان بتاييد ومساعدة الكرد في سوريا ضد داعش وهذا ما نفعله، ولهذا وعلى مدى سنوات عديدة كنا على تنسيق وتواصل مع القوات الامريكية في المنطقة، ساعدنا الكرد في سوريا. نعم ساعدناهم في سوريا والعراق وهم في العراق وسوريا قدموا لنا مساعدات. رسالة تلك الحرب هي محاربة داعش وليست محاربة تركيا. تركيا قوة كبيرة ولها ثقلها في المنطقة واي طرف لوجستي تساعد في ذلك. قوة مثل الاتحاد الوطني لا يمكن مقارنتها بتركيا تفكر بعداء تركيا والوقوف امامها والقول انا أكن العداء لك. هذا عمل غير عقلاني. لكن تركيا لا تريد ادراك ذلك. لا يحاوروننا. يستمعون الى منافسينا من السياسيين واحيانا يستمعون الى اعدائنا بداعي العداء للاتحاد الوطني، لذلك في بعض الاحيان يقولون بان لهم عداء للاتحاد الوطني.
– من تقصد بالقوة المنافسة لكم؟
– اقصد الديمقراطي وعدد من القوى الاخرى، لدي في الحقيقة اختلاف كبير بين مساعدة جماعة وتسليمه هاتف او جي بي اس وتسليمه معلومات خاصة وشخصية، الاتحاد الوطني لا يفعل ذلك ولأي دولة، ليس هناك كردي داخل الاتحاد الوطني الان وفي السابق فعل هذا الأمر. يقولون لنا في تركيا في الكثير من المرات حاولوا ان تكونوا مثل مام جلال، ما نفعله هو ان ما فعله مام جلال في الحقيقة هو مساعدتنا لكافة الاطراف وكان يؤمن بالحوار، مام جلال لم يفعل شيئا لاي احد وينقلب على ذلك في قوميته ونهجه، كل ما فعله مام جلال هو ما نفعله نحن. الاتحاد الوطني في مكانة يساعد كل الاطراف على اساس الحوار. نحن على طريق صحيح.
هل انت مع الراي الذي يقول انه في شمال العراق وسوريا، المناطق الكردية، اصبحت مناطق الصراع ومناطق حرب، واصحبت حجة للتحركات التركية؟
– اعتقد بان هناك معلومات قليلة جدا صحيحة حول ذلك او الاتجاه نحو ذلك. لست متاكدا مما سيحدث، لكن للمستقبل يمكن ان يكون صحيحا، وهذه احدى المخاطر والقلق بالنسبة لنا.
ما الذي يجعلك مترددا حول ذلك؟
– لنتوقع ان تحالفنا بحاجة الى معلومات وجهود اكثر، ماذا سيحدث، الان نحن لدينا اناس عادوا للمقدمة وهناك جيل جديد عاد الى المقدمة ويريدون ان يكون لهم تاثير اكثر، يمكن ان يكون بعض التحركات بأدلة ومعلومات قليلة، ناهيك عن ان بعض الدول لها حدود مع جزء من العراق واخرى لديها حدود مع جزء اخر من العراق وهذا امر طبيعي، لكن ان يحاول كل طرف التاثير على تلك المناطق، يمكن ان تكون المشاكل سريعة اكثر ونواجه معضلة.
استمرت الحرب خلال 6 او 7 اشهر الماضية، اي امر اخر يمكن ان يكون عاملا لادراك الوضع، او ان نقول ما يلفت انتباهك؟
– هناك مطلب، هناك مطلب حول شكل التاثير على الوضع، يمكن ان يكون هناك وقوفا امام تقدم الجهود، لكن السلام سيستمر.
الوضع الذي يمكن توقعه، ما تاثيره على دور منطقة العراق، خاصة في المناطق الحدودية، حيث البعض بصدد مخططاتهم وبرنامجهم؟ الا تعتقد بان تطرف بعض الاطراف يؤثر على ايقاف مخططتكم داخل التحالف وخلق المعوقات بشكل لا يكون بالامكان تنفيد تلك الخطط كما هي؟
– يمكن ان تكون بعض توقعاتي غير طبيعية، على مدى التاريخ كان لغالبية الكرد راي سري وهو انه باعتقادهم انه تم احتلال جهاته الاربع من قبل الاعداء.
بسبب تركيا؟
الرئيس بافل جلال طالباني : الفقر والعوز في جنوب العراق يولد جيلا ناقما على الغرب
– لأتحدث لكم عن نتائج حوار. كنا نتحاور في احدى جامعات كردستان، وفجأة وقف شخص وقال، شخص واحد فقط عرف اليهود وكان ايرانيا، وهذا في كردستان، شخص يقول ذلك، اعتقد ان ذلك خطر، في وقت اصبحت الصراعات في المناطق عنيفة اكثر وانا متردد وقلق من عودة وضع اكثر خطورة. محاولة الانتقام والهجوم اكثر. الامريكان او الاطراف الاخرى بالتاكيد يجعلون من الوضع اكثر خطورة. عندما يريد شخص ايصال رسالة، فانهم يصرخون رجاء لا تقتلوا المرسل فهو لديه رسالة، عدا انه هناك راي في العراق يعتقد بان الوضع لن يكون اسوأ من ذلك، يبحث عن الانتقام من اسرائيلي او امريكي، وهذا الراي هو ما يشجع على العنف والتطرف. في جنوب العراق هناك الاف الاشخاص يموتون جوعا وعندما يجدون فرصة امامهم يقومون باعمال التطرف والعنف، وهذا يؤثر على الغرب، لان هذا الجيل يكنون بالعداء للغرب ويرفضونه، هذا ليس سهلا من اجل الحل ويحتاج الى وقت طويل جدا. مؤخرا كنت في بريطانيا، رايت بعض الاشخاص في السلطة، حدث امر غريب، شخص لديه مشكلة مع زوجته واطفاله ويريد حل ذلك، فكرت بان هذا هو الاختلاف بان بريطانيا منظمة في نظامها التربوي. في وقت هناك اناس لديهم مشاكل وبعد الاستماع وحلها، يطالبونا بان يكون اناس اخرين على علم بمشاكله، وهذا امر صحيح بالنسبة للشرق الاوسط والغربيين، لا يجوز النظر الى الوضع بالاسود والابيض، هذا اول امر يجب تطبيقه في هذه المنطقة، عدم استقرار من اجل افشال المحاولات. لا اقول بانه يجب ان يكون 100% لاجل هذا الامر او لذاك الامر. ليس هناك شرط 100% من اجل المشاركة، لكن لا يجوز ان يكون 0% ، يجب ان ندرك كل شيئ، العمل على امر يوضح الوضع والتواجد باستمرار من اجل حل المشاكل، مثلا، اذا نظرنا الى العراق، فان افضل شيئ هو ان يحدث هذا الامر فيه، تنظيم علاقاته مع البدء بالاسثمار بشكل ثنائي، اذا كان داخل العراق يكون ذلك مع الشركات المحلية واذا كان في سوريا مثلا، يجب المحاولة مع الجانب السوري بعقد اتفاق ثنائي، اعتقد ان ذلك ستكون بداية جيدة جدا.
الان سافتح باب الاسئلة والاجوبة، ارجو من الجميع المشاركة، لنبدأ من هذه السيدة: ماذ طلبت منكم امريكا؟
– في الحقيقة، ليس طلبا جديدا، نحن لدينا تنسيق امني جيد مع امريكا ويجب الاستمرار بدءا من اليوم، كما ان هناك تنسيق سياسي، واعتقد ان ذلك يسرع من تمتين العلاقات التي بيننا. امريكا تريد ان يكون الطرفان محميان وهذا بالتاكيد ما يتحدث عنه الجميع وهذا ليس مطلبنا من امريكا، ويمكن ان يكون قرار امريكا نفسها.
اقصد انه عليكم معرفة هذه الحقائق واعتقادكم بان القرارات هي لامريكا نفسها؟
– اعتقد ان العلاقات السياسية بيننا لا تحتاج الى تحديد وليس هناك اي لزوم لذلك.
في اجتماعاتكم مع المسؤولين، هل تحدثتم حول تهديد العمليات العسكرية التركية داخل اراضي الاقليم وعدد القواعد العسكرية. في لقاءاتي الخاصة حول الاوضاع في المنطقة، تحدث الفريق المفاوض لكم حول هذه المسالة وانه في سوريا هناك نية بوضع خط احمر لتركيا وتضييق الحدود نحو المناطق الكردية؟
– صراحة.. لا ارى اي دلالة للخط الاحمر الان، لكن اجتماعاتي الاخرى مع مسؤولين اخرين سنتحدث عن هذه المسائل ويمكن ان نسال في هذا المجال ويجب ان تكون هذه التساؤات اكثر جدية.
بالعودة الى سؤال الدكتور بخاري هاريس حول تنافس تركيا وايران او بشكل اوسع تنافس تركيا وايران والعرب السنة هذا العام. اسرائيل تريد العرض اكثر في المناطق التي يسكنها السنة. ماذ يوصل هذه القضية للكرد، وتم الحديث بشكل كثير بان تركيا ماذا تفعل ونتذكر ماذا فعل صدام حسين؟، ما هي استراتيجيتكم العملية في هذا الوضع؟
– حقيقة هذا سؤال صعب جدا، اعتقد ان اول سؤال للكرد كقومية مقسمة، صعب جدا ان يكون لك سياسة واستراتيجية واضحة حول هذا الامر. انا بامكاني ان يكون لي استراتيجية، لكن سيكون ذلك مختلفا عن استراتيجية الحزب الديمقراطي الكردستاني، كما مختلف بشكل قليل عن استراتيجية الكرد في سوريا. اول امر يجب ان يقال هنا هو ان الكرد لهم قضية، يجب النظر الى البرنامج قبل اتخاذ اي قرار، هذه القضية تم استخدامها من قبل بعض الشباب بشكل سيئ، هل تعلم اننا من 45 الى 50 مليون شخص وليس لدينا وطن ودولة خاصة بنا، هذا وضع خطر، خطر صراحة، نُضطهد في دول واماكن عديدة، ولكن أنا أقول أنه يجب علينا أن نبدأ بتنظيم احلامنا ، وهذا الامر يحتاج إلى آلية ووضع مناسب، محاولاتنا تقابلها ضغوط، ولذلك انا اقترح، أن يكون هناك دائما مجال للحوار بين الأطراف والجماعات الكردية المختلفة في كردستان، الاتحاد الوطني الكردستاني مؤيد صُلب لهذا الحوار.
هل يمكن أن تشرح لنا بشكل أوسع سبب ضعف دور الاتحاد الوطني الكردستاني في الفترة السابقة بالعاصمة واشنطن، ومجيئكم لواشنطن للعمل على هذه النقطة واجتماعاتكم في واشنطن ماذا أضافت للقضية، وتحديدا بعد ان كان قوباد طالباني مسؤولا لعلاقات الاتحاد الوطني في واشنطن، هل كان دوركم ضعيفا؟
طالباني: مرض مام جلال أثر سلبا على علاقاتنا الخارجية
– بداية موضوع ضعف الاتحاد لا علاقة له بتوجيه الدعوة لنا لزيارة واشنطن، هذه هي الحقيقة، أريد أن اوضح، أن الاتحاد الوطني الكردستاني مرّ بمراحل مختلفة، مرض الرئيس جلال طالباني، مثلما يحدث عندما يمرض كبير العائلة وراعيها، تبرز مشاكل لتلك العائلة، بعد مرض الرئيس مام جلال ، برزت داخل الاتحاد الوطني الكردستاني مشاكل داخلية، وبعدها توفي الرئيس مام جلال، السيد كوسرت رسول استلم مهام العمل مكانه، وبعدها مرض السيد كوسرت رسول، ولاحقا مرضت السيدة هيرو إبراهيم احمد، وفي حينها كل الأمور حدثت بشكل مختلف، كان ضروريا أن نتكاتف كلنا معا، ذلك كان له تاثير كبير على علاقاتنا الدولية، كان له تاثير على علاقاتنا مع بغداد أيضا، خلال السنوات الثلاث الماضية، كان الاتحاد الوطني الكردستاني منقطعا تماما عن بغداد، منقطعا تماما عن دول الجوار، أقولها صراحة كنّا في الفترة منشغلين جدا بالوضع الداخلي للاتحاد الوطني الكردستاني، كنّا منشغلين أكثر بالحفاظ على بقاء الاتحاد الوطني على الساحة، وأبعد همنا كان علاقات الاتحاد الوطني الخارجية، ولكن في الوقت الحالي للاتحاد الوطني الكردستاني علاقات ممتازة مع العالم الخارجي، لدينا أفضل العلاقات مع بغداد، ولدينا علاقات جيدة جدا مع أميركا أيضا، متواصلون في تمتين علاقاتنا مع الجميع، نريد إيصال صوتنا ومطالبنا إلى كل بقاع العالم، أنا لغاية الآن زرت اميركا ثلاث مرات، اثنتان منها أتت بثمارها، والثالثة لا تزال جديدة والعمل عليها لم ينته.
هل قمتم بأي زيارة لممثلية حكومة الإقليم هنا في واشنطن؟
– لحد الآن كلا، صراحة الوقت لم يسعفني لأقوم بزيارة بعض الأماكن.
أريد أن اسألك عن رؤية كل من الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي داخل حكومة إقليم كردستان؟
– هذا سؤال جيد، وهو سؤال لافت للنظر.
أنتم تحدثت باسم الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي، إذن ما هي الرؤى المختلفة بينكم وبينه، وهل لكردستان إدارة واحدة أم اثنتان؟
– نحن لدينا حكومة إقليم كردستان، وكما تسمع في الإعلام يقولون: حكومة إقليم كردستان الجميع، أظن أن هذا جواب مناسب لسؤالك، وهذا يتطلب منا أن نكون يدا واحدة للعمل من أجلها.
أنا أريد أن أعود بالزمن إلى موضوع، الصف الكردي الواحد، وأنتم إذا رغبتم بأن تُقنعوا الأحزاب والأطراف الكردية الأخرى بوحدة الصف الكردي، ماذا سيكون خطابكم وعملكم العملي لتحقيق ذلك، من اجل خلق حالة من الاستقرار والهدوء وإيصال صورة إلى المجتمع الدولي حول ذلك؟ في نهاية الاسبوع الماضي سمعنا دعوات تطالب بتاجيل الانتخابات، من يريد تأجيل الانتخابات في كردستان؟ وماذا تقولون في الموضوع؟ لأنه كما يقال أن قرارات المحكمة الاتحادية قد قامت بتغيير آلية الحرية في تلك المنطقة، هل أنتم لا زلتم تؤيدون تلك الحالة؟
الرئيس بافل جلال طالباني: لدينا قانون انتخابات يحمي النتائج من التلاعب
– قبل كل شيء، أنت لماذا ممتعض من هذه الحالة؟، نحن نستطيع أن نتحاور مع أميركا مع إيران مع روسيا والصين نستطيع ان نتحاور معهم وحتى مع البريطانيين، ولكن لماذا لا نستطيع ان نتحاور مع الكرد أنفسهم، هل هذا يعتبر ضغطا من قبل كل تلك الدول ولا يحبذون الاعتراف بنا لأننا كرد، انا لا أفهم، لِمَ لا أستطيع أن أسافر بالطائرة ثماني ساعات ونصف إلى آيسلندا؟ ، لمَ لا أستطيع ان استقل طائرة وأنزل من طائرة أخرى؟ يريدون ان يجبرونا على ان لا نتحاور مع أي طرف أو جهة، أستطيع ذلك انا الآن هنا في أميركا، أتحاور معكم، إذا كنت قد استطعت ان أصل إلى أميركا، وان اتحاور معكم، فلماذا لا استطيع أن اتحاور مع إخواني الكرد؟ لنتجاوز هذا رجاءً، لنتحدث عن انتخابات برلمان كردستان، أُريد أن أرد على سؤالك بجواب ديبلوماسي، نحن لدينا قانون للانتخابات، هذا القانون شُرّع بموافقة كل الاطراف، وهذا القانون يحظى بمقبولية لدينا في بغداد، وكلانا الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني كنّا نريد هذا القانون يُطبق في بغداد، ولأن التلاعب بنتائجها كان صعبا، فلماذا لا يُطبق؟ لماذا ليس جيدا وغير مقبول لوضع كردستان؟ هذه مفارقة، الاتحاد الوطني الكردستاني مرّ بظرف معقد جدا، جناح حركة التغيير انشقّ من الاتحاد الوطني، مام جلال وكوسرت رسول مرضا، ومن 2014 ولغاية الآن مررنا بعدة تجارب انتخابية، لم يكن أحدا يُصدق أننا سنصل إلى هذه المرحلة، هذه لعبة السياسة، في بعض المرات نفوز، وفي بعض المرات نُخفق. يجب تغيير القوانين، لا ترى مثيل لهذا الأمر في أي مكان بالعالم، وليس مقبولا في أي مكان بالعالم،
الرئيس بافل جلال طالباني: ليس هناك دولة في العالم تفصل قانونا للانتخابات على مقاس جهة معينة
أُريد أن أخبرك بما يجري في الواقع، في الواقع بأي بقعة من العالم الأمر يسير بهذا الشكل، ولكن اللافت للنظر أن الحزب الديمقراطي الكردستاني لا يريد أن تُجرى الانتخابات، ولا يسمح بالخسارة والإخفاق، إذا أردت أن أُجيب على سؤالك، ماذا سنواجه مستقبلا؟ سأخبرك أننا نواجه حالة لا ترى مثيلا لها في أي بقعة من بقاع العالم، قبل فترة وجيزة زرت بريطانيا، أيقنت أن نتيجة الانتخابات القادمة لحزب المحافظين الحاكم سيئة جدا، هذا يعني أنك لو أخبرت (ريتشي سوناك) أن النتائج لن تكون جيدة، ويجب أن نمنع تنظيم الانتخابات القادمة، يجب تغيير القوانين، لا ترى مثيل لهذا الأمر في أي مكان بالعالم، وليس مقبولا في أي مكان بالعالم، ومع الأسف بعض من الدول بدل أن يقولوا أن هذه الدولة يجب أن تجرى فيها الانتخابات يقولون خلاف ذلك، استفسروا، أنتم قبل خمس سنوات من الآن كيف كان وضعكم؟ وكيف بدأتم؟ كان المفروض أن تؤكدوا على أن هذا الإقليم ليس لديه برلمان ولا يستطيع أن يُشرع قانونا، وتشددوا على إجراء انتخابات كردستان، تأتون وتقولون لي: بافل إقبل بتأخير الانتخابات، هذه إزدواجية في التعامل ، وهذه المواقف مُحبطة جدا، لأننا نصغي للمجتمع الدولي، ونسمع باستمرار كيف يتم الحديث عن أهمية الديمقراطية والانتخابات، وأحيانا يخبروننا أن فلان سيتم استبعاده عن منصب رئيس الوزراء، بصراحة هل أنتم ترغبون بإجراء الانتخابات، هذا الأمر يشبه فريق مانتشستر إذا كان عليه أن يعلب مع فريق آخر، فيقول: لا أريد أن ألعب لأنني سأخسر منك بثلاثة أهداف، أنا أريد أن أفوز ولا أقبل بغير ذلك، وانا أيضا لا اقتنع بهذا الوضع، هذا الوضع ماذا يخبرنا؟ ضعف وخوف بعض الأشخاص المعينين، كنت آمل أن اعلم أين يكونون، في الوقت الذي انشقت فيه حركة التغيير من الاتحاد الوطني، نحن تقبلنا الامر برحابة صدر، أنا في ذلك الوقت أدليت بصوتي في بريطانيا، وعندما خرجت من مكان الاقتراع وسرت على الشارع، هناك من تجمهر حولي ورموني بالحجارة، وحصل لدي جرح في رأسي ونزفت كثيرا، على الجميع ان يعرف جيدا أننا نريد إجراء الانتخابات، وفي المقابل هناك من يريد الانسحاب وعدم إجرائها، هذا الموقف سيء جدا، يجب أن نشجع على إجراء الانتخابات وإحداث التغيير.
لدي معلومات أنك قمت بزيارات إلى عدة مناطق في شمال شرق سوريا، انها خطوة شجاعة تحتسب لكم، خصوصا وانكم تريدون تقوية العلاقات مع شمال شرق سوريا، هل تستطيع ان تخبرنا عن موقف العراق وإيران من هذه الخطوة؟ وماذا يقولان عنها؟
– أستطيع أن أخبرك أن موقف إيران وسوريا واضح وصريح حول هذا الأمر، لم يكن ضروريا عليهما أن يعلنوا خطوتنا تلك، ولا أظن أن أحدا استغرب من هذا، أستطيع ان أقول أننا بخطوتنا هذه، وضعنا سيسير إلى الأحسن، لأننا سنقف بجانب أي شخص يعمل على محاربة داعش، بعيدا عن دينه ومعتقداته وألوانه ومذاهبه، مسيحيا كان ام يزيديا، هذا واجب كل شخص يقوم بذلك الفعل الخير، وبخلافه ليس بالأمر الجيد أن تقول أن ذلك الأمر لا يعنيني وليس من مسؤوليتي وواجبي أن أواجه الإرهاب والإرهابيين.
خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي الأخيرة إلى واشنطن، تباحث حول مسألة انسحاب القوات الأميركية والتحالف الدولي من العراق، إذا تم تنفيذ ذلك، وفق القانون، كيف سيتمكن إقليم كردستان من طلب عكس ذلك، وهو بقاء تلك القوات، في وقت تلك القوات غير متواجدة في باقي مناطق العراق ؟
– نعم نعم، فهمت السؤال، أرى ان هذا الموضوع، إذا كان متعلقا بانسحاب العسكريين، فهو تبسيط وتسهيل للموضوع، ولكن في الحقيقة ان القضية متعلقة بأمور ومواضيع أخرى، منها تنظيم العلاقات ودعم انتخابات وطنية وتغيير هدف بقاء تلك القوات وتكيفها من الوضع الحالي، أنا اعتقد ان هذا مختلف تماما، عمّا سيكون أنه مجرد توديع العسكريين، لا نزال في بدايات مراحل المباحثات، نحن لا نؤيد مغادرة قوات مكافحة الإرهاب الأميركية وقواتهم الخاصة أراضي كردستان.
هل تعتقد انه في الوقت الحالي أن الحكومة الفيدرالية العراقية تحاول تحجيم تجربة كردستان الفيدرالية، خصوصا وأنه في الفترة الاخيرة قد أصدرت عدة قرارات بالضد من إقليم كردستان ؟
– كلا أنا اعتقد أن إقليم كردستان قد خطا خطوتين متتاليتين للأمام، متعلقة بكيفية الحفاظ على سلطاته وسيادته، مقابل مجموعة أن تعلم جيدا أنهم متعصبون.
قرأت في صحيفة وطنية كولومبية أنه تم الهجوم على منطقة مهمة وحيوية في إقليم كردستان، كيف جرى ذلك؟
– هذا سؤال لافت للنظر، هل لديك معلومات حول متى تم توجيههم؟ ومن أين؟ الحكومة العراقية تعهدت بمتابعة دقيقة لهذا الملف، وفي الحقيقة إيجاد السبب الرئيسي لتلك الهجمات، ليس بالأمر السهل، هنا تحدثت مع الوفود وشركائهم، يقال أن الموضوع متعلق فقط بتحقيق بعض المكاسب المادية عن طريق التهديد، ولكن أنا أرى أنه في هذا الوقت لا احد يحاول القيام بفعل كهذا، علينا انتظار نتائح التحقيقات، ونتأكد من الموضوع، أنا ممتعض من هذا الأمر جدا، مع الأسف أن هذا يرعب الشركات الأخرى، وإحدى النقاط التي تحدثنا عنها هنا، هي إمكانية استيعاب أن الإقليم هو جزء واحد ومتحد، أنا أيدت موقف رئيس الوزراء مسرور بارزاني كاملا، المهم لدينا أننا ماذا نستطيع أن نتحصل من هذا الحدث، برأيي أننا لدينا القدرة على الدفاع، ومتيقن أن لدينا داعمون كثر في هذا السياق، هذا شيء مهم جدا لنا، وأقدر الزيارة الاخيرة لرئيس الوزراء وأثمنها عاليا لأنها احتوت على عدة نقاط مهمة، وأقدر عاليا انها ستكون قادرة على إحياء تلك الروحية، واعتقد أن هدفها كانت إحياء تلك النقاط التي عمل عليها منذ البداية، والتي ستتبعها تغييرات كبيرة مستقبلا، بشكل أساسي الذين يصغون عليهم أن يعلموا أننا نحتاج إلى تعاون من أجل الحفاظ على البنية التحتية الاقتصادية لبلادنا.
سؤالي يتعلق بالتهديدات الأمنية الاخيرة لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان والهجمات الجوية، هل ستسخدمون قوات امنية أكثر لمواجهة التهديدات التي تطالكم؟
طالباني: أدعو الأتراك أن يعيدوا النظر بالكثير من الامور
– أنا اعتقد أنه من الحماقة أن يقوموا بتعريض حياة قوات أمنية اكثر للخطر أو أن نستخدم قوات امنية اكثر، في بعض الاحيان حلفاؤنا أبلغونا من بمعلومات، المهم لدي أن الشخص الذي معي في المركبة، إذا حدث شيء طارىء، لا يتعرض آخرون بسبب مركبتي أثناء القيادة إلى أذى أو ضحايا، لأكون صريحا معكم لا أظن أننا قريبين من هذه الاحداث، مشكلتنا تكمن أننا لا نفهم بعضنا البعض، البرنامج الذي أعتمده للقضية الكردية في المنطقة، قد تم إقراره، وإذا أردنا أن نراجع أعمالنا السابقة، سنفهم أن هناك تعقيد جيد، وكما أشرنا سابقا أن حل تلك الإشكاليات تكمن في الحوار والطرق الدبلوماسية فقط، الحق للجميع، وليس مقبولا أن تفرض قومية اخرى نفسها على الكرد، بمعنى انه ليس هناك أي جهة تستطيع أن تهضم حقوق الكرد، آمل أن يحدث تغيير في رأي وتفكير الأتراك، صعب جدا بالنسبة لي أن أصل إلى نتيجة كل ذلك الكم الهائل من الإفتراءات والكلام البذيء والإشاعات التي أُطلقت عليّ، تلك الاتهامات والافتراءات كم منها أمور متعلقة بالسياسية أو كم منها لها علاقة بيّ، أقولها مرة اخرى نحن منفتحون للحوار مع كل الأطراف، وأشجع هؤلاء الاتراك الذين ينظرون إلى الامور بشكل جيد، وادعوهم أن يعيدوا النظر بالكثير من الامور فيما يخص الدعم والتنسيق، ويعلموا اننا نريد التقارب أو لا، مرة أخرى اقترح أن يقوم الاتراك وفق مبدأ ماذا ستعمل؟ وماذا يستطيعوا ان يفعلوا؟ يقرروا، لا أن يقرروا مناهضة الحق السياسي للكرد وما يخبرهم بها أعداؤنا، الكرد بشكل عام والاتحاد الوطني الكردستاني على وجه الخصوص له خط سياسي وفي الكثير من الأحيان دفع ضريبة التدخلات السياسية وإبعاد خطر الحروب أكثر مما كان واجبا عليهم التعاون معنا، من الممكن أن أقول لم أجب بشكل جيد على المخاطر، قسم من القوات التي حاربت هنا، قسم منها استثمرت هنا في القطاع العسكري، واستخدمه لاحقا للتهديد، نحن لحل هذا الموضوع لا نعتمد فقط على دور موسكو، بل يجب على واشنطن أن تؤدي دورها، أنا الآن في أميركا ومن الممكن أن أزور إيران مستقبلا ، لدينا زيارات ومحادثات مع الجميع، هناك سوء فهم فيما يتعلق بنا، نحن قوة للسلام في المنطقة، ونعمل لترسيخ الأمن والاستقرار، وخارج الأمور العسكرية، نحن نقاتل من أجل الحرية أيضا، نحن في هذه المنطقة نحتاج إلى الاستقرار فقط، أريد أن يشعر الأتراك بالفرح والإطمئنان من هذه الناحية.
أشكر زيارتك إلى هنا، أشعرتنا بالفرح والسرور بهذه الزيارة، أثناء عودتك كيف ستقيم زيارتك إلى واشنطن، هل كانت ناجحة أم لا؟ بماذا تريد أن تخرج منها ؟
– بصراحة مجيئي إلى هنا كان للانتصار فقط ، الأشخاص والمسؤولون الذين التقيت بهم وأصدقائي القدماء، هو بحد ذاته انتصار لي أنني تمكنت من وضع علم على النصب، هذه الخطوة الاولى، وفيما بعد تلك الاجتماعات التي عقدناها وهي الأخرى لها اهميتها المرجوة، لاننا تمكنا من شرح وطرح رؤيتنا الخاصة على ضوء خبرتنا وما رأيناه، واعتقد أن أغلب الناس يحبذون هذا، لذلك استطيع أن أقول أن مجرد مجيئي إلى هنا، هو انتصار بحد ذاته، ونوعية مباحثات ومفاوضات اميركا أراها مهمة جدا، واعتقد أننا نستطيع بين فترات متقاربة لاحقا أن نزور واشنطن وان يكون لدينا معهم حوار وتفاهم جيد، وان ندحظ المعلومات الخاطئة.
وصلنا إلى نهاية هذا البرنامج القيم مع بافل جلال طالباني الذي كان ضيفنا معنا، أجرينا معا حوارا مفتوحا، والذي لم أكن متوقعا ان يكون شيقا هكذا .
متاكد من أنه قد أعجب المتابعين أيضا
أشكر كل مساعديّ، وكل المساهمين معي في البرنامج من الفريق ، إذا لم يكونوا هم معي لم أكن قادرا على هذا العمل، شكرا لكم . لكم جزيل الشكر
– شكرا … شكرا لكم …. أشكركم جدا
Copyright © 2020 Kirkuk Tv All Rights Reserved Designed And Developed By AVESTA GROUP