سرد احد
المصورين الذين وثقوا جريمة حلبجة، ماشاهده وهول الجريمة التي ارتكبها النظام
البعثي البائد ضد ابناء حلبجة في يوم 16/3/1988.
وقال عباس
عبدالرزاق خلال تصريح خاص لـPUKMEDIA: في الشهر الثالث من العام 1988 كنا في جبهات القتال مع قوات
البيشمركة ضد قوات النظام البعثي البائد، فتم اعلامنا عن طريق الاجهزة اللاسلكية بقصف
مدينة حلبجة بالاسلحة الكيماوية.
واضاف: كان
الخبر علينا كالصاعقة فقررت فورا الذهاب الى حلبجة لتوثيق تلك الجريمة، فتوجهت الى
هناك واستغرقت يومين للوصول الى مدينة حلبجة وبقبت هناك لمدة عدة ايام.
واوضح: شاهدت
هناك حجم الجريمة والكارثة التي لحقت بمدينة حلبجة وما اقترفه النظام البعثي
البائد ضد المواطنين الابرياء، وشاهدت الاطفال والنساء كانوا يتناولون طعامهم وقد
سقطوا شهداء من جراء الغاز الكيماوي وهم على طاولة الاكل.
وقال عباس
عبدالرزاق: التقطت العديد من الصور والفيديوهات ووثقت تلك الجريمة الكبيرة،
والتقيت هناك فتاة ناجية من الغاز الكيماوي واخبرتني بانها شاهدت افراد عائلتها
يموتون الواحد تلو الاخر امام عينيها، وكما شاهدت حتى الحيوانات قد نفقت، هذه
الجريمة لم تكن ضد الانسانية فقط بل كانت جريمة ابادة حتى للبيئة.
وقال: خلال
محاكمة المتهمين في قضية حلبجة، شاركت في المحكمة وقدمت شهادتي والصور التي
التقطتها وذكرت كل شيء رأيته في ذلك اليوم والفاجعة التي وقعت على حلبجة.
جريمة حلبجة
وفي يوم
16/3/1988، تعرضت مدينة حلبجة الى ابشع جريمة بحق الانسانية وهي قصف المدينة
بالاسلحة الكيمياوية، أستشهد جراء هذه الجريمة 5000 شخص بريء بينهم النساء والشيوخ
والاطفال.
ما تعرضت له تلك
المدينة الشهيدة جريمة يندى لها جبين الانسانية، في يوم 16/3/1988، يدل على تعرض
الكورد الى أقسى جريمة، الاختناق وسيلان وانهمار الدموع بغزارة من الأعين البريئة
الجميلة التي شاءت يومها أن تلاقي ربها في أعالي السماء كشهداء عند ربهم يرزقون.
بدأت الجريمة
قبل حلول الساعة الحادية عشرة صباحا بعدة دقائق، حيث إنذهل أهل المدينة الطيبين
بموت زؤام وذهبت أحلامهم البسيطة أدراج الريح الصفراء، عندما قامت أربع طائرات حربية
بنشر الدمار والموت المغلف برائحة التفاح، لكي يستنشقه المواطنون بسرعة لطيب
الرائحة، فقامت الطائرات وبأمر من قائد القوات المسلحة العراقية والرئيس الضرورة
وبطل القادسية ومغوار العرب المقبور صدام حسين وبتنفيذ مباشر من المجرم علي الكيماوي
بقصف المدينة بالسلاح المميت على الأهالي الأبرياء والمكون من غاز الخردل وغاز
السيانيد لزهق أرواح المدنيين بالآلاف وارتكاب أفظع كارثة إنسانية.
بعد فترة وجيزة،
لاح مشهد المدينة منقطاً بجثث الشهداء. ممددة على الأرض، احتضن أفراد كل عائلة
بعضهم بعضاً. حملت النساء أطفالهن الجامدين، وقد أخذن على حين غرة بالموت الرهيب.
وجوه الاطفال الخالية من الريبة والشك، كانت داكنة بتأثير الغازات السامة.
ان ارتكاب
النظام البعثي البائد جريمة بشعة قل نظيرها في تاريخ الإنسانية جمعاء ويمكن ان
توصف بكل دقة بأنها جريمة العصر عندما لم يتورع عن قصف المدنيين الآمنين من أبناء
مدينة حلبجة بالأسلحة الكيماوية، جريمة لم تفرق بين النساء والرجال وبين الشيوخ
والأطفال تلك الأرواح الطاهرة التي تساقطت في أبواب بيوتها وأزقة وحارات تلك
المدينة الشامخة فشكلوا لوحة إنسانية لاتمحى من الذاكرة تعبر عن مأساة الشعوب
عندما يصادر حقها الطبيعي في الحياة الآمنة والكريمة.
ان تاريخ ضرب
حلبجة بالأسلحة الكيماوية، 16/3/1988، يجب ان يبقى تاريخاً فارقاً في حياة
العراقيين جميعاً ليكون درساً مانعاً من عودة الديكتاتورية، هذا الجرح الكبير
والعميق يجب ان يبقى في الذاكرة وان يدرس في المدارس لتعرف الأجيال اللاحقة معنى
الديكتاتورية ولتتعرف على جرائمها بحق أبناء شعبنا ولتقف بوجهها بكل قوة عندما
تحاول ان تطل بوجهها القبيح على الشعوب.
هذه الجريمة
التي نفذها ازلام النظام البائد بحق ابناء شعب كوردستان لم تذهب دون عقاب، حيث
اعتقل رموز وازلام النظام البائد في العام 2003 بعد سقوط الديكتاتور المقبور
وتحرير العراق من الظلم والطغيان على يد قوات التحلف.
وبدأت بعد ذلك
محكمة الشعب بالقصاص من المجرمين، حيث شكلت المحكمة الجنائية العليا وبدأت بالنظر
في قضية حلبجة.
Copyright © 2020 Kirkuk Tv All Rights Reserved Designed And Developed By AVESTA GROUP