كتبت صحيفة كردستاني نوي في افتتاحيتها لعدد يوم غد الثلاثاء 15-7-2025، تحت عنوان “أوان إعادة البريق إلى النضال الوطني”، أن تأخر صرف رواتب موظفي إقليم كردستان أخذ قالبًا سياسيًا، وليس ماليًا وفنيًا فحسب ما يشكل خطرًا كبيرًا على الإقليم ويمكن أن تكون عاقبته سيئة.
وأضافت الافتتاحية أن على الأطراف الكردستانية كافة، التوصل لإجماع على موقف قانوني ودستوري متين للدفاع عن حقوق الإقليم وشعب كردستان دون استخدام لغة التهديد والوعيد، بل عبر حوار صريح مع الحكومة الاتحادية، لحل مشكلة الرواتب في البداية ثم بعد ذلك لحل المشكلات الآخرى العالقة.
وفيما يلي نص الافتتاحية:
أوان إعادة البريق إلى النضال الوطني
3-7
وحدة الصوت والموقف للحاضر والمستقبل
كان أكبر مشكلة لشعبنا على مدى التاريخ، هو انعدام وحدة الصوت والموقف والصف. وكان داء أمتنا الموغل في القدم، هو التفرقة والقطيعة وعدم قبول الآخر. هذا الداء المميت قد انعكس أيضًا في نتاجات شعرائنا وأدبائنا منذ القدم، بحيث كتب العشرات من الكتاب والشعراء آلاف الأسطر عن ضرورة وحدة صوت شعبنا كما أرجعوا سبب كل المعاناة إلى ذلك الداء أيضًا.
قد يكون هناك من يقول: إنها الأحزاب التي لم تكن تتمتع بوحدة الموقف والصوت ولم تزل! إنَّ هذه الرؤية ليست صحيحة؛ لأنَّ هذا الداء كان موجودًا بين الكورد حتى قبل وجود الأحزاب والجماعات السياسية، لكن أضراره وانعكاسه السلبي كان أكثر تبلورًا وبروزًا في زمن وجود الأحزاب السياسية. إنَّ تاريخ شعبنا مليء بنماذج عن أضرار انعدام الوئام والتفرقة وقد عاد ذلك بأضرار جسيمة على نضال شعبنا، لا سيما وأنَّ جميع تلك المراحل قد شهدت من قبل الجماعات والفئات السياسية فضلًا عن المنافسة الحزبية واختلاف البرامج والرؤى، العداوة بين بعضها لبعض، فانتفع منها مناوئونا ومنافسونا واعداؤنا لإضعاف الثورة في زمن الثورة وكذلك لضرب تجربة حكمنا الحالية.
من الطبيعي أن تختلف برامج ورؤى الأحزاب والحركات السياسية لمعالجة المشكلات والمسائل وأن يدير كل واحد منها نضاله بطريقة مختلفة، ولكن لا يمكن أن تقود باتجهات مختلفة وتعارض بعضها البعض في المسائل القومية والوطنية المصيرية. فمثلما شاهدنا في تاريخنا أضرار التفرقة والقطيعة، فإنّ منفعة وحدة الصوت والموقف ماثلة أمام أعيننا أيضًا وخير مثال هو تشكيل الجبهة الكردستانية أواسط الثمانينات من القرن الماضي وقد رأينا جميعًا كيف حصد شعبنا نتاج وحدة الصوت والصف تلك خلال الانتفاضة وبعد ذلك في انتخابات البرلمان وتشكيل حكومة الإقليم.
ومن الأمثلة الأقرب والأكثر حيوية، هو الإصرار الدائم للرئيس مام جلال على وحدة موقف وصوت الأطراف الكردستانية في المسائل المصيرية والدور الكبير الذي كان يؤديه في تقريب الأطراف وتشكيل إجماع بينها في المسائل الكردستانية والوطنية.
دور الرئيس مام جلال هذا كان كذلك للعراق أيضًا حين كان يجمع الأطراف العراقية حول مسألة ما فيها منفعة شعوب البلاد.
ويمر إقليم كردستان الآن بظرف صعب، فإنَّ عدم إرسال الموازنة التي تشكل رواتب الموظفين والمتقاعدين جزءا مهمًا منها، أصبح مشكلة كبيرة تواجه مواطني الإقليم والحكومة أيضًا. بينما تصر الحكومة الاتحادية شيئًا فشيئًا على أنها لن ترسل الرواتب! ويبدو أنَّ بغداد تأتي بمبرراتها، سواء أكانت حقة أم غير حقة، فذلك موضوع آخر، ولكن ما يلاحظ أنَّ الأمر أخذ قالبًا سياسيًا، وليس ماليًا وفنيًا فحسب ما يشكل خطرًا كبيرًا على الإقليم ويمكن أن تكون عاقبته سيئة!
وما يدعو للأسف أنَّ الأحزاب والحركات السياسية في الإقليم متباعدة حتى الآن أمام موقف الحكومة الاتحادية هذا، حتى أنَّ بعضها تعبر عن سرورها بموقف بغداد بشكل غير مباشر! إنَّ ما ينبغي فعله في هذه اللحظة الحساسة والمصيرية ولا يمكن تأجيله هو اجتماع جميع الأطراف على موقف قانوني ودستوري متين للدفاع عن حقوق الإقليم وشعب كردستان دون استخدام لغة التهديد والوعيد، بل عبر حوار صريح مع الحكومة الاتحادية، لحل مشكلة الرواتب في البداية ثم بعد ذلك لحل المشكلات الآخرى العالقة. ولا يمكن أن ننسى أنَّ أحد الأسباب الرئيسة لظهور هذا الوضع السيء للإقليم هو انعدام الوئام بين الأطراف ووحدة الموقف حول المشكلات الوطنية. قد يكون هناك من يقول: لماذا نتذكر وحدة الصف في أوقات الأزمات والمشكلات فقط؟ وهذا سؤال منطقي، ولكن من المعلوم أنَّ وحدة الموقف والصف ضروري ومهم عند الشدائد قبل أي وقت آخر وإن كان من الأفضل أن نكون دومًا موحدي الصوت والصف لكي لا ينال منّا أحد.
Copyright © 2020 Kirkuk Tv All Rights Reserved Designed And Developed By AVESTA GROUP