المشاركة النسوية في نضالات الاتحاد الوطني الكردستاني بحاجة الى تفعيل اكثر وبرمجة اكثر استقراراَ واستراتيجيات جديدة ومعاصرة، ربما يشكل ذكرى تأسيس الاتحاد و استذكار ثورته الوطنية مناسبة وفرصة سانحة لخوض النقاش بهذا المجال ودفعه الى مستوى اكثر جديةً و عمقا .
لقد مرت مشاركة المراة الكردستانية في النضال الديمقراطي و الوطني داخل الحركة الكردية و داخل المسار الديمقراطي في العراق بتذبذبات شديدة قبل تأسيس الاتحاد و تدشين ثورته الجديدة .
ورغم تضحيات المرأة الكردية و دفعها الثمن الباهض لكل ما ترتب على المقاومة الكردية المسلحة ضد الدكتاتورية من تضحيات و بطولات و مأسي ، الا ان مشاركة النساء الكرديات في العمل السياسي ظلت ظاهرة نادرة ودون مستوى الطموح حتى تأسيس الاتحاد الوطني، وبحكم الخطاب التقدمي و الديمقراطي منذ انطلاقة الثورة الجديدة فأن محطات نضاله شهدت تكثيف المشاركة النسائية مشاركة فعلية على ارض الواقع في النضال المسلح و فعاليات التظاهر والتصدي لسياسات النظام البعثي. و بعد الانتفاضة الجماهيرية في عام ١٩٩١ وتحرير جزء من كردستان من الدكتاتورية البعثية توفرت فرصة مناسبة لتوسيع المشاركة السياسة على الصعيد التنظيمي وفي حركة المجتمع المدني و تعددت مجالات مشاركة المرأة الكردستانية في المجال العام. و اعقب ذلك ظهور كوادر وطاقات شبابية و خبرات متميزة في الحكومة و البرلمان و الاعلام و التنظيم الحزبي . و شهد سقوط النظام الدكتاتوري محطة متميزة في المشاركة السياسية للمرأة الكردية الى جانب قريناتها من العراقيات وخصوصاَ بعد اقرار نظام الكوتا في الدستور العراقي في الانتخابات التشريعية. و انعكس هذا النظام الدمقراطي على التجربة السياسية في اقليم كردستان فألتقت التجربة النضالية السابقة مع فرصة النمو الجديدة دستورياَ و ومع تقاليد العمل الديمقراطي بحكم التنمية السياسية بعد استقرار الكوتا وظهور قيادات و رائدات سياسيات.
و يرى البعض ان الكوتا يشكل حجبا نوعيا لطاقات النساء في المجتمع الكردستاني وفي التجربة العراقية ايضاَ. الا ان المراحل الانتقالية في كل المحتمعات يتطلب مراعاة نظام الكوتا كجزء من فكرة التمايز الايجابي لصالح المرأة لتجاوز مراحل الاهمال و عرقلة المشاركة النسوية في السابق. و كان الرئيس مام جلال يؤكد على مبدأ التمايز الإيجابي من اجل توسيع المساهمة النسوية في الحزب والادارة والحكومة و في المجال السياسي العام. الا ان التنمية السياسة حزبيا شابه التلكؤ و التعثر كنتيجة طبعية لتراجع الاتحاد الوطني الكردستاني في السنوات العشر الماضية ، وهي مدة ليست بالقصيرة اذا ما قارناها بمراحل عمر الاتحاد و عمر التجربة السياسية والديمقراطية الفتية في كردستان خاصة و في العراق على وجه العموم.
وفي هذا الوقت يمكن اعتبار سياسات الاتحاد الوطني الكردستاني في مجال التجديد الحزبي و خصوصا بعد المؤتمر الحزب الخامس في نهاية العام الماضي فرصة نادرة للمرأة الكردستانية من اجل تطوير الذات وتنمية طاقاتها من اجل تحقيق نطلاقة نوعية . فقد خرج المؤتمر الخامس بسياسة موحدة و قيادة طموحة يقودها السيد بافل جلال طالباني اخذت على عاتقها تجديد مؤسسات الحزب و زيادة فاعليته الحزبية لكي يقوم بدورة الوطني والريادي في تصحيح مسار السياسة الكردستانية. و هذه فرصة طيبة و نادرة للنسوة الكرديات و خصوصا الكوادر الحزبية لمشاركة فاعلة و نشطة في التنظيم الحزبي و في مؤسسات الاتحاد الوطني الكردستاني. فلا يمكن توسيع المشاركة السياسية في المجال العام داخل المجتمع الكردستاني والعراقي سواء في البرلمان او في مؤسسات الادارة والحكم دون ان يسبق ذلك تنشيط المساهمة الحزبية و تطوير طاقات الكوادر النسائية في الحزب و مؤسساته الديمقراطية.
و يعتبر ذكرى الاتحاد الوطني الكردستاني مناسبة عظيمة لمناشدة قيادة الحزب ومناشدة المراة الاتحادية من اجل ابتكار اساليب مبدعة وخلاقة ورائدة كما كانت عبر حملها السلاح جنبا إلى جنب اخوتها في الجبال بغية التوسع في التنمية الحزبية بما يخدم الحركة النسائية ويخدم التجديد داخل الاتحاد الوطني الكردستاني.
فألى الامام من اجل هذا الهدف الوطني النبيل والسامي و الوظيفة الديمقراطية للمراة الكردستانية بما يعزز مكانتها و يرفع عنها الغبن الذي لا يتناسب مع خطاب الاتحاد الوطني و مع تضحيات المراة الكردية الجسام في النضال الديمقراطي.
Copyright © 2020 Kirkuk Tv All Rights Reserved Designed And Developed By AVESTA GROUP