ان التاريخ هو مجموعة أحداث و وقائع حدثت في ماضي الشعوب والمجتمعات وكانت لها الدور في تشكيل حاضرها والتأثير في مستقبلها.
لذلك أيقنت الشعوب أهمية الرجوع إلى دراسة تلك الأحداث والوقائع المفصلية في حياة الشعوب والمجتمعات للوصول إلى نتائج صحيحة وسليمة في دراسة الحاضر والمستقبل لها.
وكما هو معلوم ان من إحدى اهم عناصر مفهوم القومية او المواطنة هو التاريخ المشترك لإيجاد وتاسيس ثوابت مشتركة تربط افراد المجتمع ببعضها.
اما في أغلب دول ما كان يسمى بدول العالم الثالث او النامية او ايا كانت المسميات وخاصة ذوات المجتمعات غير المتجانسة، اي التي تتكون من اكثر من قومية واحدة او اكثر من فئة عرقية او دينية او طائفية واحدة ، نجد ان التاريخ يلعب دورا معاكسا لما هو من المفروض ان يلعبه في خلق روح المواطنة وإيجاد ثوابت مشتركة . فنرى تلك المجتمعات تجتر التاريخ اجترارا ويعيشون احداثها و وقائعها و صراعاتها ويبنون على اساسها علاقاتهم الاجتماعية وكلها مبنية على روايات وتفاسير وصراعات في اما احقيتهم بالأرض او السلطة او حتى في إعادة مجد غابر، مقترنة في أغلب احيانها بنصوص دينية او عادات واعراف تراثية تصعب على افراد المجتمع الخروج من صندوق التاريخ و الماضي . ان لتلك المجتمعات اسبابها في فهمها للتاريخ من هذا المنظور منها اسباب داخلية تتعلق بالمجتمع ذاته وأسباب خارجية تتعلق بالقوى والدول المجاورة لها . وأن من اهم تلك الأسباب الداخلية هي حالة التخلف المتواتر المنتج لتخلف مستدام، وكذلك سوء إدارة المناهج التربوية والدراسية وفشلها في إيجاد وتأسيس اواصر تاريخية ثابتة و رصينة لخلق مبدأ المواطنة على اساس سليم بين افراد المجتمع المتعدد في انتمائاتها والتي تعيش على أرض وطن واحد .
اما الأسباب الخارجية فتتمثل في سعي القوى المجاورة لتلك المجتمعات في خلق استقطابات وولاءات لها على اساس تلك الصراعات والخلافات التاريخية لبسط نفوذها واستغلالها وكذلك التحكم باستمرار الأمن القومي لتلك الشعوب بما يحقق مصالحها . ان إحدى اهم الوسائل لحل هذه المعضلة هي التركيز على الأسباب الداخلية المتمثلة بالتخلف المستدام وكذلك المناهج التربوية والتعليمية واعادة صياغتها بشكل ينئى بافراد المجتمع عن الصراعات والوقائع التاريخية المثيرة للجدل والتركيز على الثوابت الراسخة المشتركة من الأحداث والوقائع والرموز التاريخية التي تجمع اكبر قدر من الفئات العرقية والاجتماعية الأخرى بما يحقق اندماجا سليما وصحيا لجميع تلك الفئات في المجتمع الكبير مع احتفاظهم بخصائصهم المميزة لهم في إطار ذلك المجتمع وعلى ارض ذلك الوطن
Copyright © 2020 Kirkuk Tv All Rights Reserved Designed And Developed By AVESTA GROUP