الفلم الكوردي (تمثال القلب )اول ميلودراما في كردستان..
لهيب خليل
عرفت الأغاني طريقها الى المشاهدين عندما بدأ الأميركي فوري ستيلي إضافة عنصر الصوت للمقاطع القصيرة المصورة، وقد أطلق أستوديو "أم جي أم" أول فيلم غنائي ناطق بالكامل عام 1929م وبدأت بعدها المنافسة الشرسة في إنتاج الأفلام الغنائية حيث أنتج عام 1930م وحده نحو 100 فيلم موسيقي، وليتغيّر عالم الأفلام بعد ان قدمت السينما الأميركية العديد من الأفلام الغنائية ولكنها وبعد الحفلات الغنائية على المسارح صارالفلم الغنائي لا يشد اليه المتابعين في سبعينيات القرن الماضي، لتختفي في الثمانينيات والتسعينيات لتعود مجددا، لكن بصورة أقل من ذي قبل. السينما العراقية هي كانت ولازالت فقيرة جدا من حيث الإنتاج قياساً بمثيلاتها المصرية واللبنانية ..
السينما الكوردية والفلم الغنائي ..
نستطيع ان نقول ان فلم تمثال القلب الكوردي هو اول انتاج فخم وهام في تاريخ الفلم الغنائي عراقيا بشكل عام وكرديا بشكل خاص ورغم بعض النقاط التي لا تحسب للفلم الا ان كادر الفلم نجح في تقديم فلم غنائي رائع محبوك بقصة واغاني رائعة والتجربة نجحت بامتياز وتسجل نقطة تأريخية للسينما في كردستان باعتبارها اول تجربة نجحت في تقديم سينما غنائية في مجال السينما .
تمثال القلب.. نحن لا نحمل احجارا بين اضلعنا..
للفيلم الغنائي شروط منها ان يكون المخرج محكوم بقواعد تجبره على الالتزام بوضع اغاني الفلم في وقت تكون فيه الاغنية تخدم الحدث وتساهم في اغناء قصة الفلم وقد يكون موضوع الدراما في الفلم الغنائي ليس هو الاساس بقدر ما للدرما من اهمية في الفيلم الروائي فكاتب السيناريو والمخرج سيركزان على اهمية الاغنيات والاستعراضات والتي ستتطلب منهما افساح مجال لها في القصة الاساسية في الفلم وبالفعل استطاع فلم تمثال القلب ان يقدم للمشاهد حكاية حب واغاني جميلة خدمت التصاعد الدرامي للاحداث ونجح المخرج في تقديم ميلو دراما مشوقة فنحن نعرف ان خلطة التراجيديا بالكوميديا ليست بالقضية البسيطة فالحياة ليست صراع بين الضحك والبكاء بل انها صراع وجودي بالدرجة الاولى,ونجح الفلم الى حد ما من تقديم خلطة ذات طعم مقبول فقد نجح الثلاثة الكاتب عبد الغفار عبد الله والمخرج شوان عطوف ومدير التصوير بختيار فتاح ان يقدموا لنا فلم بطعم السمك المسقوف لذيذ باحداثه ولاذع بشخصياته دافئ ومليء بمشاعر الحب الراقية اضافة الى تصوير مدهش واختيار موفق لمواقع التصوير وخصوصا تلك اللاقطة التي نشاهد فيها الحبيبان (شخصية كاويار التي جسدتها الممثلة الصاعدة نارينا آلان وبطل الفلم هلويست محمد )واقفان فوق قمة جبل تشرف على المدينة وكأن المخرج اراد ان يقول للمشاهدين ان اية مدينة في العالم لا يحرسها الا الحب والمحبين.
يولد الفن من رحم الحب..
حكاية فلم (تمثال القلب )الكوردي الذي انتج عام ومن اخراج وبطولة هي ان الحب ليس هو المشكلة بل هو الحل الحب هو التفسير للسلوك الانساني الحقيقي لانه ليس احجية وليس عقدة البشر هم من جعلوا الحب إشكال وشبهة لانهم لم يستطيعوا ان ينظموا حياتهم وفق شريعة الحب وطبيعة واصل الانسان العوطف والمشاعر والاحاسيس الروحية وما نحمله في جوفنا هو قلب حقيقي ينبض بالحب والعشق وليس هو تمثال من الحجر او الاكرانيت ومن هنا جاءت تسمية الفلم تمثال القلب..
نجح المخرج شوان عطوف ان يمتعنا باستعراض غنائي في مشهد العرس وتقديم احدى اغنيات الفنان الرائع عباس كمندي والذي عرفنا وتذوقنا اغانيه الرومانسية الهادئة القريبة من الموسيقى والغناء الصوفي لكن التوزيع الجميل الجديد للاغنية والذي قام به الملحن افشين شوكري جعلنا نسمع نغمات ولحن جديد تماما وبأحسيس مختلفة .
الفلم رسالة من العشاق لكل من يقف في طريقهم (قلوبنا ليست جحر قلوبنا من دم ولحم ونملك عقولا جديدة واسوء ما يمكن أن تفعله للحب هو أن تنكره).
اخيرا اود ان اتقدم بالشكر الجزيل للمخرج الاذاعي فؤاد الباشا في راديو كركوك اف ام لترجمته الفلم وشرح وجهة نظره في احداث الفلم لاننا للاسف شاهدنا النسخة الوحيدة الغير مترجمة وهذا الرأي ارفعه لفريق العمل والقائمين على السينما في كردستان حيث نرى من المهم الانتباه لها وهي تقديم الافلام الكوردية بترجمة على الاقل بالعربية كي يستمتع بها المشاهدين كافة في العراق.
Copyright © 2020 Kirkuk Tv All Rights Reserved Designed And Developed By AVESTA GROUP