الاتحاد الوطني الكردستاني.. التوازن بين الارث السياسي والرؤية المستقبلية

سوران الداوودي
16:53 - 2025-01-16

الاتحاد الوطني الكردستاني من أبرز الأحزاب الكردية التي تجمع بين البعد القومي الكردي والبعد الوطني العراقي، مما جعله يلعب دورًا فاعلًا في السياسة الإقليمية والمحلية. وكان زعيم الحزب التاريخي  فقيد الامة مام جلال طالباني شخصية استثنائية استطاعت تحقيق التوازن بين الانتماء القومي والواقعية السياسية..
تميز الاتحاد الوطني بنهج فكري عصري، بعيدًا عن الولاءات العشائرية وردود الأفعال السياسية الضيقة، مما جعله يمثل رؤية جديدة للعمل الحزبي في كردستان والعراق واستطاع أن يبني علاقات إقليمية ودولية متوازنة، مكنته من لعب دور مؤثر في حل القضايا الكردية وفي بناء العراق الحديث بعد سقوط النظام السابق عام 2003
كان لفقيد الامة  مام جلال طالباني دورا  محوريًا في صياغة سياسات اتحاد الوطني الكردستاني ، حيث عُرف بحنكته السياسية وفهمه العميق للتوازنات الإقليمية والمحلية، إلى جانب التزامه بالدفاع عن حقوق الشعب الكردي وتحقيق التعايش السلمي بين جميع مكونات العراق وقد تمبزالاتحاد الوطني الكردستاني بقدرته على توظيف علاقاته الدبلوماسية الواسعة مع الغرب والشرق في آن واحد لخدمة قضيته المحورية و تعزيز حقوق الشعب الكردي وتحقيق تطلعاته في إطار العراق الموحد و بفضل قيادته الحكيمة، وتبنى الحزب سياسة منفتحة تسعى إلى بناء شراكات استراتيجية محلية وإقليمية ودولية، مما عزز من مكانته كفاعل سياسي يتمتع برؤية متوازنة وشاملة..
كما حرص الاتحاد الوطني على اتخاذ خطوات مدروسة لتعزيز تلك العلاقات، سواء من خلال الحوار مع القوى المحلية أو التواصل مع الأطراف الدولية المؤثرة. هذه السياسة ساهمت في تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية ملموسة، كما رسخت صورة الحزب كجهة قادرة على التوفيق بين المصالح الإقليمية والدولية مع الحفاظ على المبادئ القومية والوطنية.
انفتاح الحزب على العالم ومرونته في التعامل مع مختلف الأطراف جعلاه نموذجًا لحزب سياسي يجمع بين الفكر الواقعي والطموح الوطني والقومي
وفي ظل التحولات الكبيرة التي تشهدها المنطقة، يعمل الاتحاد الوطني الكردستاني على إعادة بناء نفسه من الداخل عبر عملية تجديد شاملة تطال كافة مفاصل الحزب وهيكليته التنظيمية. هذا العمل الدؤوب يعكس إدراك الحزب لحجم التحديات الراهنة، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي، حيث باتت التحولات السياسية والعسكرية تفرض واقعًا جديدًا قد يؤدي إلى إعادة تشكيل الخارطة السياسية وتوازنات القوى..
يُركز الاتحاد الوطني الكردستاني   في استراتيجيته الجديدة على تعزيز دوره كقوة سياسية فاعلة ومؤثرة، من خلال تحديث سياساته وتطوير آليات عمله السياسي والتنظيمي. كما يسعى إلى صياغة رؤية تتماشى مع المتغيرات الإقليمية، مع الحفاظ على ثوابته الوطنية والقومية.
هذا التحرك يعكس قدرة الحزب على التكيف مع المرحلة الراهنة، إذ يدرك أن الاستجابة السريعة للتحولات وصياغة استراتيجيات واقعية ومرنة هي مفتاح الحفاظ على دوره المحوري كأحد أبرز الأحزاب السياسية في كردستان والعراق..
 ان الرؤية الجديدة التي يتبناها الاتحاد الوطني الكردستاني تُظهر التزامًا واضحًا بإحداث تغيير نوعي في منهجه السياسي والتنظيمي، حيث تحمل هذه الرؤية لمسات شبابية تعكس تطلعات الأجيال الجديدة وديناميكيتها. ويُعد إشراك الشباب في صنع القرار وإعادة تقييم النهج السابق خطوة استراتيجية تهدف إلى مواكبة التحديات المعاصرة وضمان استدامة الحزب كقوة سياسية مؤثرة.
تشمل هذه الرؤية تصحيح المسار الذي سلكه الحزب في السنوات الأخيرة، من خلال مراجعة السياسات السابقة، وتحديد نقاط الضعف، ومعالجة الأخطاء التي أثرت على الأداء السياسي والتنظيمي. كما تُركز على تعزيز الشفافية، وترسيخ المبادئ الديمقراطية داخل الحزب، وتطوير الكفاءات القيادية بما يواكب المرحلة الراهنة
بهذا التوجه الجديد، يسعى الاتحاد الوطني الكردستاني إلى تجديد نفسه ليس فقط كتنظيم سياسي، بل كمنظومة قادرة على الاستجابة لطموحات الشعب الكردي وتحقيق التوازن بين التراث السياسي العريق والرؤية المستقبلية الطموحة

Copyright © 2020 Kirkuk Tv All Rights Reserved Designed And Developed By AVESTA GROUP