ملتقى الاتحاد الوطني الكردستاني في دورته الثانية يخطو بثقة كبيرة اعتمادا على ما انجزه في دورته الاولى . وهذا الوضع الايجابي يتماشى مع واقع ان الملتقى نفسه اصبح ظاهرة حزبية متميزة في الديمقراطية الداخلية للنشاط التنظيمي الحزبي و فاعلية تياراتها السياسية بما فيها الاحزاب العريقة او الاحزاب الجديدة المستقرة التي برزت في الاونة الاخيرة.
ويعلم الجميع ان الحراك السياسي في بغداد و الفعاليات المختلفة لمراكز الابحاث و الدراسات تتميز بظاهرة الملتقيات المختلفة و حوار النخب السياسة و الثقافية التي تتم فيها مناقشة موضوعات الساحة السياسية في البلاد والذي يكتنفه مع الأسف الكثير من المجاملة و الدبلوماسية المفرطة ما يفرغه احيانا كثيرةً من محتواه الحقيقي. ونرى تدفق هذه الظاهرة الى اقليم كردستان ايضا سواء من قبل الجامعات او مراكز الابحاث و غرف الافكار المختلفة.
والملفت في هذه الظاهرة تبادل المشاركة بين النخب المختلفة بين كردستان و بغداد. وهذه بحد ذاتها نفحة ايجابية في الجو الخانق لمنطقتنا و في وضع تعثر العلاقات بين الطرفين . الا ان ما يغيب عن هذا الواقع الايجابي هو الدور الحزبي و ملف الحياة الحزبية التي هي اساس كل عملية ديمقراطية نشطة و مثمرة.
ويشكل ملتقى الاتحاد الوطني الكردستاني ظاهرة استثنائية ملفتة بحد ذاتها لان النخب الحزبية والكوادر النضالية العريقة على اختلاف عناوينها تشارك في نقاش محتدم و عميق تندمج فيه اكتساب الخبرة و الاندفاع الشبابي مع معالجة المعوقات و المصاعب التي تأتي نتيجة التصلب في شرايين التنظيم و التراخي في عجلة المؤسسات الحزبية التي تعاني من حالات البيرقراطية و الروتين غير المجدي.
وفي الكونفرانسات المحلية للملتقى ينبغي على الكوادر الحزبية و النخب العاملة في النشاط التنظيمي ان تقدم مقترحاتها و رؤاها بل و عليها ان تنتقد الظواهر السلبية و تعبر عن هواجسها فيما يخص اداء الحزب و فريقه في مؤسسات الحكومة على مستوى الحكم المحلي و حكومة الاقليم والحكومة الاتحادية. و هي بهذا النشاط النوعي تتجاوز الحالة المغلقة للحياة الحزبية الى الحيز العام في النشاط السياسي.
ان ملتقى الاتحاد في دورته الثانية يستند و بقوة على المنجز من توصيات و قرارات الملتقى الاول. حين شكل روئ و سياسات الملتقى الاول العماد المتين في الاتجاه بقوة و بثقة حزبية كبيرة نحو عقد المؤتمر الخامس للحزب قبيل الانتخابات الاخيرة لمجالس المحافظات في العراق بفترة وجيزة . بل و إقرار السياسات العامة المقترحة لشتى المجالات في الملتقى الأول كجزء من السياسة الجديدة للاتحاد في مؤتمره الخامس. و هي الان منظومة رؤى و حزمة سياسات يسير القيادة الجديدة للرئيس بافل جلال طالباني على نهجها و وفق الفرص والإمكانيات المتاحة.
ويرى المتابع السياسي الكردستاني والعراقي أثار هذه السياسة المنبثقة من تطلعات القاعدة الأوسع لجماهير الاتحاد في محطات حساسة كالانتخابات البرلمانية الأخيرة في اقليم كردستان حيث تضاعفت أصواتنا و تميز الخطاب السياسي للقائمة الانتخابية للحزب بالدعوة الحقة لتصحيح مسار الحكم و اعادة التوازن إلى للعملية الديمقراطية في كردستان.
وبهذا المعنى وبعد هذا التشخيص المتواضع فأن ملتقى الاتحاد الذي اكتسب في مؤتمر الحزب الأخير الشرعية الحزبية كفعالية رسمية مثبتة في النظام الداخلي يعد محطة بارزة و اضافة نوعية لمطلب دمقرطة الاحزاب و تجديد التنظيمات وإعادة هيكلة مؤسساتها بما يزيد من إمكانية فاعلية النظام الديمقراطي في كردستان كما في العراق. لان الاحزاب الكبيرة تظيف بتراكم الخبرة و توسيع آفاق الحوار البناء من رصيد التجربة العملية ومن ثم تغني العملية السياسية و ترفع من منسوب الحرفية فيها.
و على هذا النهج فأن المكاسب التراكمية لملتقى الاتحاد الذي يعقد الان تحت شعار (برؤى جديدة: قوة وتقدم و خدمات) ستكون نقلة نوعية في الحياة الحزبية تنشد المواكبة والتأهيل الدائم لمؤسسات الاحزاب الحاكمة و الرئيسة في اقليم كردستان.
ستران عبدالله
عضو اللجنة العليا لملتقى الاتحاد
Copyright © 2020 Kirkuk Tv All Rights Reserved Designed And Developed By AVESTA GROUP