يعتبر الإعلامي صانع محتوى له مساس بحياة بشكل مباشر فهو حارس البوابة ٍوهو مصطلح يُطلَق على الفرد أو الجهة التي تتحكّم في الوصول إلى موردٍ مُحدَّد، سواء كان ماديًّا (كمكانٍ أو مُنشأة) أو معنويًّا (كمعلوماتٍ أو سلطةٍ أو فرص) وهو دورٌ حيويٌّ في تنظيم التدفقات والمعلومات والاخبار وتحديد الأولويات، سواء في المؤسسات أو المجتمعات أو حتى في الأنظمة الرقمية. يُعتبر حارس البوابة حلقةَ وصلٍ بين الجهات الخارجية والجهة الداخلية التي يحميها، حيث يقرر ما يُسمح بمروره وما يُرفض بناءً على معايير محددة. فهو يمنع أو يسمح للأفراد أو المعلومات بالعبور عبر "البوابة" التي يحرسها مثل حارس المبنى الذي يفحص الهويات قبل السماح بالدخول إلى مقرّ شركةٍ ما. وهو يعمل تصفية المعلومات حيث يختار المحتوى المناسب ويستبعد غير المرغوب فيه. مثل مُحرِّر صحيفة يقرر أيّ الأخبار تُنشر وأيّها تُهمَل بناءً على سياسة التحرير، لذلك أهمية دور الإعلام تظهر في تشكيل الوعي الجمعي والراي العام ، وكلما كان هناك توازن في الحريات الإعلامية مع المسؤولية الاجتماعية كان الاعلام بخير ..
المسؤولية الأخلاقية للإعلامي: الإعلامي ليس ناقلاً محايداً للمعلومات، بل هو "صانع قرار" يؤثر في الرأي العام. لذا، يجب أن يتحلى بالمهنية والأمانة، مثل التثبت من المعلومات وتجنب نشر الأخبار المُضللة دون تحقق، ولابد من القيام بالتحقق من مصادر عن معلوماته والتعامل بموضوعية وتجنب التحيز لجهة سياسية أو اجتماعية، احترام الخصوصية وهي عدم كشف هويات ضحايا الجرائم الحساسة دون موافقتهم حفاظاً على كرامتهم، دور الصحفي او حارس البوابة مزدوج الأثر فهو يساهم في تنظيم الحياة العامة وتجنب الفوضى، لكنه قد يصير أداةً للهيمنة إن افتقر إلى الشفافية أو العدالة، لذلك يُعتبر فهم آليات عمله ضروريًا لتحقيق التوازن بين حرية الوصول وضرورة الحماية من المعلومات غير الدقيقة .دور الصحفي والإعلامي وخصوصا ظل في (العولمة) يتطلب التزامًا صارمًا بالموضوعية والحياد لكن تحقيق هذا التوازن أصبح تحديًا كبيرًا بسبب التعقيدات التي تفرضها العولمة على المشهد الإعلامي.
1. دور الصحفي والإعلامي في العصر العالمي:
ـ نقل المعلومات بدقة اذ يتحمل الصحفي مسؤولية تقديم الحقائق دون تشويه، خاصة مع تدفق المعلومات عبر الحدود وانتشار الأخبار الزائفة.
- التحقيق في القضايا العابرة للحدود مثل تغير المناخ، الهجرة، الجرائم الدولية، والتي تتطلب تعاونًا إعلاميًا دوليًا.
- حماية حقوق الإنسان وكشف الانتهاكات في مناطق قد لا تغطيها وسائل الإعلام المحلية بسبب ضغوط سياسية أو اقتصادية.
- جسر الثقافات وهي محاولة ليست بالسهلة لتفسير الأحداث العالمية بسياقاتها الثقافية المتنوعة لتجنب الصور النمطية أو سوء الفهم.
2. تحديات الموضوعية في ظل العولمة:
- التأثر بالانحيازات الثقافية التي قد تؤثر على الخلفية الثقافية للصحفي أو الجمهور على تفسير الأحداث، خاصة في قضايا حساسة مثل الدين أو الهوية.
- ضغوط المصالح الاقتصادية فسيطرة الشركات متعددة الجنسيات على وسائل الإعلام قد تدفع إلى ترويج أجندات معينة أو تجنب نقد جهات ممولة.
- تضارب المصادر وهي صعوبة التحقق من صحة المعلومات في بيئة تنتشر فيها الأخبار عبر منصات التواصل الاجتماعي دون رقابة.
- الاستقطاب السياسي وهي محاولة الحكومات أو الجماعات التأثير على الرواية الإعلامية لخدمة أهدافها، خاصة في الصراعات الدولية.
3. صعوبة التوازن بين المحلي والعالمي:
- الجمهور المتنوع اصبح من الصعب ان يقدم محتوى يلائم اهتمامات محلية دون إغفال السياق العالمي؟
- السرعة مقابل الدقة، الضغط التنافسي لنشر الأخبار أولًا قد يُضعف التحقق من الوقائع، خاصة مع تعدد المصادر غير الموثوقة.
- الأخلاقيات في المواقف المعقدة مثل تغطية الحروب أو الكوارث الإنسانية دون استغلال المعاناة أو تعريض الأفراد للخطر.
4. تأثير العولمة على الإعلام:
- انتشار المنصات الرقمية سهّل الوصول إلى المعلومات، لكنه زاد من تحويل الصحافة إلى سباق للإعجابات على حساب الجودة.
- الترندات والفقاعات الإعلامية تدفع الجمهور نحو محتوى يعزز آراءهم المسبقة، مما يُصعب على الصحفي تقديم رواية متوازنة.
- التبعية التكنولوجية وهي القضية الاصعب فهيمنة شركات التكنولوجيا الكبرى (مثل فيسبوك، جوجل) على الاخبار وعلى توزيع المحتوى يحد من استقلالية الوسائل الإعلامية.
5. سبل تعزيز الموضوعية والتوازن:
- التدقيق والتحقق وتعاون المؤسسات الإعلامية مع منظمات المراقبة والمتابعة الدولية ووكالات الانباء العالمية لمحاربة التضليل والكذب والافتراء.
- الاستفادة القصوى من الصحافة الاستقصائية ودعم التقارير العميقة التي تكشف الحقائق بعيدًا عن السطحية.
- التوعية الإعلامية تعليم الجمهور كيفية تقييم المصادر وتمييز الأخبار المغلوطة له الأثر الكبير لعمل الصحفي .
-حماية استقلالية الإعلام من خلال تشريعات تضمن حرية التعبير وتحد من سيطرة الاحتكارات على وسائل الإعلام.
- التنوع في غرف الأخبار والاعتماد على صحفيين من خلفيات ثقافية مختلفة لضمان تغطية شاملة وغير منحازة.
رغم تعقيدات العولمة، يبقى دور الصحفي مركزيًا في الحفاظ على الديمقراطية والشفافية لتحقيق التوازن بين الموضوعية والضغوط العالمية اذ يتطلب التزامًا أخلاقيًا، ودعمًا مؤسسيًا، وتعاونًا دوليًا لمواجهة التحديات المشتركة فالصحافة الجيدة ليست مجرد نقل أخبار، بل هي حارس للحقيقة في عالم متشابك فذلك على الإعلامي أن يكون جسراً للحقيقة لا منبراً للاستقطاب.
Copyright © 2020 Kirkuk Tv All Rights Reserved Designed And Developed By AVESTA GROUP