طابور البطون المنفوخة

ملاك الاحمد
14:38 - 2021-11-09

طابور البطون المنفوخة ....    ملاك الاحمد  
تحظى المراة بكمٍ تراكُمي هائل مما يسمى بالحِكم والامثال والاحاديث التي تنتسب الى كل والموروثات الثقافية الذكورية السلبية التي تعلق كل الاثام والمصائب وحتى الانفجارات الكونية وثقب الاوزون وارتجاج الارض بفعل الزلازل وثوران البراكين بعنق هذا الكائن المراة المسكونة بالشر والفتنة والرغبة في دمار العالم  ،فالنساء حبائل الشيطان، كيدهن عظيم، والخطيئة الاولى التي هبطت بنا الى العالم الارضي السافل وهي ناقصة عقل ودين وحظ،  وهي حرب ضروس ان احبتك اكلتك وان ابغضتك اهلكتك، والمرأة حيوان له شعر طويل واراء قصيرة، وجاءت في بعض الحكايات لو سقيت الارض بدموع النساء لأنبتت كل قطرة افعى !!!!!  
وماذا بعد كل هذا؟ السؤال الذي يصرخ في الارض والسماء لماذا خلق الله المراة اذا؟؟ 
اليوم وأنا في المشفى في داخل صالة العمليات كطالبة جامعية متدربة كنا تجرى ولادة قيصيرية لاحدى النساء كانت الثالثة من الطابور المنتظر خلف صالة العمليات طابور مكون من عشرات النساء يجلس ببطونهن المنفوخة ينتظرن مشرط الطبيب، الفكرة وحدها تصيب المرء بالذعر كيف لانسان عاقل سوي يذهب بقدمه نحو المشرط، العملية لا تعدو عن شق البطن واخراج كائن حي مغطى بمادة بيضاء ودماء يبكي ويصرخ، اختارت تلك السيدة التخدير النصفي اي لترى وتسمع ما يدور لكن دون الم لانها سوف لن تشعر بنصف جسدها السفلي، سألتها هل تتألمين اجابتني بكل عفوية ساتحمل كل الوجع، حسنًا لماذا؟ لِمَ عليها تحمل وحده كل الوجع؟سألتها هل هي تجربتكِ الاولى؟ اجابتني بكل برود لا الخامسة  
المرة الخامسة للحمل... انتِ تعيدين التجربة الاليمة للمرة الخامسة على التوالي!!!!! 
هل لا سامح مات الاربعة ما السر اذا بهذه الاعادة وهي لا تمنح جسدها بعض الحرية وابسط حقوقه الراحة الاهتمام والعناية بهِ؟؟ 
اخبرتني بحزن وكأنها قد ارتكبت جُرمـًا بحق الانسانية لأنني انجبت اربع فتيات وزوجي يرغب بالذكر سأعيد التجربة الى أن احظى بالذكر المُنقذ حقـًا ؟؟ بأي عصر ما زال زوج هذهِ السيدة يعيش؟ بأي حق يمارس سطوة ذكورتهِ نحوها؟بأي حق يمنع جسدها من الراحة؟ أجسادنا أمانــــةً لدينا اليس من المفترض أن نحافظ عليهِا؟  
تفضيل الذكر على الأنثى.. موروث اجتماعي لازال حاضراً ثقافتنا وبقوة مع الاسف رغم التحضّر والتمدن وارتفاع المستوى التعليمي والثقافي لأفراد المجتمع بصورة عامة، هذا التفكير أو المفهوم الخاطئ الذي تم توارثه أبـًا عن جد بأن الذكر امتداد لوالده وللعائلة،اللوم لا يقع دوماً على الزوجين فقط ورغبتهما في الإنجاب لو نظرنا بنظرة منصفة إلى هذا الموضوع بل تشاركهما نظرة المجتمع التقليدية التي تنظر إلى إنجاب الإناث على أنه مشكلة تحتاج إلى حل؟   
و من المثير للدهشة أنه بالرغم من أن الرجل (علمياً) هو المتحكم بجنس المولود والذي لا يريد ان يفهمه الكثير لذا اكرر الرجل هو المسؤول الاول عن جنس الذكر فغالباً ما تكون الزوجة خائفة من الفشل في إنجاب طفل ذكر، وتكرر الإنجاب عسها ان ترزق به ولترجع حبيبة القلب وام العيال وتنقذ الزواج الذي صار عملية خاسرة عند حسابات الرجل ...

Copyright © 2020 Kirkuk Tv All Rights Reserved Designed And Developed By AVESTA GROUP