د.شيلان فتحي شريف استاذة جامعية الاتحاد الوطني الكردستاني
مشروع كردستاني ومكمل لمفهوم الوطنية العراقية وهو يمثل خطابا حيويا لدعم التجربة الديمقراطية في العراق والمنطقة.
ان تأسس الاتحاد الوطني الكردستاني في عام ١٩٧٥ وبمبادرة من الرئيس جلال طالباني مع ثلة من المناضلين الكرد الذين مزجوا في نضالهم السياسي بين الهم الكردستاني بوصفه خياراً ستراتيجياً كحل أمثل للمسألة القومية الكردية وبين الهم الوطني الاوسع تعزيزا للخيار الديمقراطي و الوطنية الرحبة التي تتجاوز الانعزال القومي من جهة و تمييع الحلول الوطنية من جهة أخرى بدعوى اولوية المشروع العراقي.
لقد سبق مرحلة تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني مراحل أخرى من تطوير فعال لأدبيات سياسية وفكرية في محاولة لخلق التوازن بين المطالب القومية الكردستانية و الشأن العراقي بشكل عام، و بين المحتوى الديمقراطي و المطالب الاجتماعية بأعتبار المجتمع الكردي والمجتمع العراقي بشكل عام مجتمعا متعدد الطبقات و الفتات الاجتماعية .
وأيضاً خلق هذا التوازن بين الثورة الدفاعية المسلحة و الحاجة لتطوير الممارسة الديمقراطية على مستوى الوطن كله دون أن يعني ذلك الافراط في الخيار المسلح أو التهاون فيما يتعلق بمقارعة الدكتاتورية البعثية التي قضت على كل أمكانية لخوض نضال سياسي سلمي و داهمت كل البؤر والمراكز السياسية التي كانت تدفع باتجاه السلمية و النضال المدني.
خلاصة تجربة الاتحاد الوطني الكردستاني يوضح أن الثورة الشاملة والنضال الشامل يوسع من مديات المشاركة الشعبية وينشط الخيارات المختلفة امام القوى السياسية و أطياف المجتمع. ولهذا السبب فأن الاتحاد الوطني و على الرغم من كردستانية توجهه الا أنه شكل حديقة خلفية للنضال الوطني العراقي سواءا عن طريق المناطق المحررة للثورة أو عن طريق امتداد تحالفاته الوطنية العراقية مع القوى العراقية المختلفة في توجهاتها السياسية ، و المتفقة على وظيفة إسقاط الدكتاتورية البعثية كهدف سام يستحق التركيز علية دون الوقوف عند ثرثرة الخلافات اللامتناهية.
من أجل ما سبق ذكره ولكل تلك الاسباب شكل الاتحاد الوطني وتنظيمه ووفق طراز الجبهة الوطنية الواسعة امل الجماهير الكردستانية كما العراقية بشكل عام من أجل بناء منظومة قيم و مفاهيم وبداية لبناء قوة سياسية ينتظر منها المقارعة ويأمل لها النصر السياسي و العسكري في آن واحد.
نعم لقد بنى الاتحاد الوطني اعتماداً على تراث الرئيس جلال طالباني صرحاً قوياً من التحالفات الوطنية مع أغلب القوى الكردستانية و العراقية وفي عهد لاحق صرحاً من التحالفات الدولية حيث شكل النظام البعثي خطرا تجاوز في خصاله العدائية الاطار العراقي ليغدو مشكلة عويصة اقليميا و دوليا وجب التصدي لها على اوسع نطاق دولي.
حيث وأخيرا تكلل نضال الاتحاد الوطني الكردستاني مع القوى العراقية الخيرة و أصدقاء الشعب العراقي بالنجاح في اسقاط الدكتاتورية وتدشين تجربة ديمقراطية و دستورية مازالت ماضية في طريقها رغم كل الصعوبات و الكثير من العثرات.
من هذا المنطلق فأن ذكرى تأسيس حزب مام جلال يعد ذكرى كردستانية و وطنية عراقية ويشكل فرصة ثمينة لتقييم التجربة الاتحادية والبناء عليه بما يخدم المسيرة الديمقراطية في العراق و يعزز من المشاركة الكردستانية في المشروع العراقي.
Copyright © 2020 Kirkuk Tv All Rights Reserved Designed And Developed By AVESTA GROUP