هموم المدينة ... كركوك انموذجا..

في السابق كانت المدينة مكان جميل جدا يجمع ما بين احوال القرية بخضارها وطبيعتها الخلابة وهوائها النقي وبين تحضر المدينة ببيوتها المتهندسة باشكال واسعة يطيب العيش لانها مصممة على فكر وتطلعات الانسان ،لكن مع ظهور السيارات راحت المدينة تفقد حريتها بفقد مساحتها الطويلة والارصفة العريضة والتي يطلق عليها ارصفة المشاة وهي التي يسير عليها الناس بامان وراحة ومع مرور الزمن ومع احتضار خدمة النقل العام وجنون التفاخر بامتلاك السيارات العديدة وكثرة الاعتماد على المركبات والاليات مع كل مشروع خدمي او تجاري او اسكاني وصناعي امسى الامر لايطاق بل بات صعب جدا العيش في المدينة التي حاصرتها السيارات الدراجات البخارية وغيرها من  البنايات والعمارات العالية التي تبنى يوميا لاستيعاب المكاتب والمرافق الاخرة التي تحدث بين كل فترة من الزمن ،لقد بنى الانسان المدنية من اجل رفاهية العيش حيث كل شيء متوفر وقريب منه كان يريد ان يأكل بعد ان توفرغاز الطبخ السهل والامين ويشتري ويبيع انتاجه يتريض ويستجم بسهولة يلتقي ويزور اصدقائه واقاربه ومعارفه يعيش بسعادة الحضارة ونور الكهرباء ،لكن القضية انقلبت وصار اغلب الناس يرغبون بالهجرة العكسية وهي نحو الريف والطبيعة والهواء النقي والهدوء نحو التحرر من قيود المدينة رغم ان الانسان كائن اجتماعي مدني ولهذا يعيش في جماعات ومجتمعات ودول وامم من اجل التعاون لمواجهة صعوبات الحياة واهوال الطبيعة من هنا نشأت المدينة وتقدمت وكبرت لان الانسان ساند اخيه الانسان وبما ان الانسان مدني بالطبع اجتماعي بالضرورة ويريد الامن والامان بقوة جاء القران الكريم ليؤكد هذه القضية اذ يقول الله سبحانه وتعالى ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ ورغم كل هذا تكورت مثل كرة الثلج مشكلة كبيرة وهم صعب وهي مشكلة طرق ضيقة وعدد هائل من السيارات والتي لا تتوقف عن الازدياد يوما بعد اخر وفوق هذا قلة المساحات الخضراء التي تعتبر رئة لاية منطقة سكنية .ان قضية التخطيط العمراني وتصميم مدن ذكية بات امر ملحا بعد ان تفاقمت الامور وعن قريب ستخرج عن السيطرة فمدينة كركوك مدينة نفطية لها وضعها الخاص الذي يحتم على الحكومة معاملتها معاملة خاصة لان نسبة ثاني اوكسيد الكربون في اجوائها اكبر من بقية مدن العراق الاخرى مثل المحافظات النفطية الاخرى ولهذا لابد من الانتباه لقضية السيارات التي تنفخ يوميا اطنان مضاعفة من العوادم والدخان اللذان يزيدان ساعة بعد اخرى نسبة التلوث في الهواء ورغم كل ما يقال اننا نرى ونلمس ما تقدمه لنا بلدية كركوك من خدمات جليلة في هذا الشأن فشعبة الحدائق تعمل بجهد كبير لادامت المساحات الخضراء وصيانتها وترفع النفايات على مدار الساعة لتزيل عن وجه كركوك الاوساخ والازبال ولازال عمال البلدية هم جنود مجهولون لكركوك يدافعون عنها وعن صحة ابنائها .في هذا المقال البسيط ارفع اقتراحا لكل من يسمع هناك اعمال مشاريع تعيد لكركوك وجهها الحضاري ونشكر كل يساهم في هذه الجهود الجبارة ونتمنى لو ان بعض الاعمال تتم ليلا لان المدينة تكون مزدحمة في النهار وهو ساعات الارتزاق لشريحة كبيرة من الناس وكثير من الاعمال تستطيع الجهات العاملة في المشاريع ان تكملها ليلا لتعمل بحرية اكثر ويتم انجاز الاعمال اسرع  وافضل ففي الليل تكون حركة السيارات والناس شبه معدومة وهذا ما يتم في اكثر البلدان حفاظا على البيئة والوقت وسرعة الانجاز .