مسؤولية الكلمة .. قد تدخل النار بـ كلمة !!! وقد تدخل الجنة بـ كلمة ..

د.نبيل احمد الامير
22:29 - 2021-04-05

🔸مسؤولية الكلمة ..
    قد تدخل النار بـ كلمة !!!
    وقد تدخل الجنة بـ كلمة .. 

    بقلم / د. نبيل أحمد الأمير 

الكلمة هي مسؤولية كبيرة إستعملها الله لهداية الشعوب والأمم .. فكتب الله كلمة يدخل من يؤمن بها الجنّة .. وكلمة يدخل من يكفر بها النار .. فمسؤولية المثقف ورجل دين وصاحب الرأي والسياسي وصاحب القرار كبيرة لأنهم يستعملون الكلمة .. فـ بكلمة يمكن أن يعيش الإنسان .. وبكلمة يمكن أن يموت !! 

واليوم يتكلم الجميع بالعراق عن الإنفلات الأمني والإجتماعي والسياسي ، ويُحلل البعض أسبابه وتداعياته ونتائجه على مستقبل البلاد ، وكيف يمكن أن نُحارب هذا الإنفلات لتخفيف كدر ضنك العيش لبناء جيل مستقر نفسياً يعيش ويحب هذا الوطن .. ولا أظن ان في هذا أي مؤاخذة مني أو من أي عاقل يعيش ويتنفس العراق بداخله وجوارحه . 

لكن هل وقف أحد منّا عند إنفلات إطلاق الكلمة بدون تدقيق وحساب ؟ .. وما سيؤدي من تداعيات ونتائج على المجتمع ومستقبل الأجيال القادمة ؟ .. وهل يوجد من وُضع الخطط والبرامج النفسية والفكرية والثقافية والفنية (الخاصة والعامة) ، وسن والضوابط والقوانين لإعادة تأهيل إنفلات الكلمات من هذا المتحدث او ذاك ، وتأثيرها على المجتمع الذي لم يخرج يوماً من دائرة كلمة العنف والحرب والدم والموت والإنتقام والثأر ؟ 

وقد سبّب الإنفلات الثقافي والاجتماعي وحتى الديني للكلمة الذي نعيشه إنكماش أغلب المثقفين الحقيقيين من أصحاب الكلمة على أنفسهم خوفاً من التقاليد الجديدة التي دخلت المجتمع بعد ٢٠٠٣ والتي قد يدفع فيها البعض حياته ثمناً لمخالفتها ، لأن أغلب أنواع كلمات الثقافة والفن والإبداع الإجتماعي أصبحت من المحرمات عند غالبية أصحاب القرار في وطن سلاحه حتى ذقنه  لمحاربة ومكافحة الارهاب وأعداء الدين والوطن . 

ان المثقف الحقيقي صاحب الكلمة بات يشعر انه شخص غير مرغوب فيه ، وأصبح هو وكلمته وثقافته وفنّه وعلمه وإبداعه ليس من أولويات دولة العراق الجديدة  !!! ، وعليه أن يُحارب دفاعاً عن نفسه ومعتقده الثقافي او الفني او العلمي أو يعتزل الدنيا ويبقى يشاهد ويتحسّر .. وفي كلتا الحالتين نجد أن الوطن خسر أغلب مثقفيه من أصحاب الكلمة بين غربة الوطن وغربة المنافي . 

ومن هنا نرى أن هناك واجب كبير يقع على كاهل أصحاب القرار من حكومة وبرلمان ومراجع ورجال دين ومنابر ، ورموز مجتمع وسياسة في كيفية وضرورة توسيع مداركهم وآفاقهم لإستيعاب المثقفين وأصحاب الكلمة الذين تناثروا بين الملاذات الآمنة وغير الآمنة ، وبين الأفكار والآيدلوجيات التي غزت الوطن بدون سابق إنذار وتمهيد ، وكانت سبب رئيسي في تضادهم ومحاربتهم وضياعهم ، وبالتالي إنتهاء المجتمع بنكسة ثقافية كبيرة .  

نعم . . نحن نعلم ونعرف أن الأمن ضرورة لعيش هانئ وسليم ، لكننا نرى أيضاً ان الحياة بدون الثقافة والفن الهادف لايمكن أن يستقيم ويستمر الأمن فيها .. فالامن بحاجة لتحشيد ثقافي وفني وإعلامي وإجتماعي وديني لمجتمع يجهل الكثير من أفراده أهمية الأمن والثقافة . 

فللأمن رجال وللثقافة والكلمة رجال .. وأحدهم يُكمل الآخر بعمله وفكره ومنهجه وخططه ، ويحمي الإثنان المجتمع من المنزلقات التي تودي لمهالك لا سامح الله . 

لذى نرى ان من اول أولويات السادة أصحاب الكلمة والتأثير أن أن يُنعشوا أنفسهم ليقوموا بعد السبات لممارسة دورهم الريادي والقيادي للنهوض بالمجتمع من جديد من ركام الارهاب وتداعياته وآثاره السلبية على البشر والحجر ، ومستقبل الاجيال القادمة . 

وأن تقوم الحكومة ومؤسساتها بإحتضان كل المثقفين والمبدعين وأصحاب الكلمة من جديد بدون النظر لخلفياتهم المناطقية والدينية والقومية والمذهبية ، لغسل جروح سنين  من الأخطاء والجرائم الجسيمة التي اُرتكبت بحق الثقافة والفن . 

وببساطة نحن بحاجة لكادر عامل يحترم الثقافة والفن ويؤمن بأهميتها وقيمتها ، ويرى ان بالثقافة والفن الهادف تُبنى الأوطان ، وهي وجه البلد والدولة أمام الشعوب والأمم ، واللبنة الحقيقية لبناء وتوحيد المجتمع . 

فـ بالكلمة يمكن أن نُحارب الإرهاب والتطرّف والإنقسام ونعرف معانيه ومخاطره .. وللموضوع بقية إن شاء الله .

Copyright © 2020 Kirkuk Tv All Rights Reserved Designed And Developed By AVESTA GROUP