وحدة الصف والخطاب.. الخيار الوحيد

بدأ الاتحاد الوطني الكوردستاني حراكا سياسيا ودبلوماسيا آخر، بزيارة الأحزاب والقوى السياسية، والهدف الأساس منه هو تحقيق وحدة الصف وتوحيد البيت الكوردي وإجراء انتخابات نزيهة لبرلمان كوردستان، تكون في مستوى طموح المواطنين، وبموازاة ذلك تحفظ المصالح العليا لاقليم كوردستان، من خلال العمل المشترك والمسؤولية الوطنية.
أعلن الاتحاد الوطني الكوردستاني بعد انعقاد مؤتمره الخامس، وفي الاجتماع الأول للمجلس القيادي، بتوصية من بافل جلال طالباني رئيس الاتحاد الوطني، عن مبادرة لتغليب لغة الحوار وحل المشكلات من أجل وحدة البيت الكوردي، والرئيس بافل يترأس بنفسه وفد الاتحاد الوطني لهذا الغرض، بهدف تسريع وتيرة اتخاذ القرار السياسي وعدم تضييع الوقت والفرص، لأنه حسب قراءة الاتحاد الوطني للمراحل، لايمكن تأجيل فرص وحدة الصف والمصالحة وخدمة جماهير الشعب أكثر من ذلك.
وفضلا عن أن الرؤية السياسية للوحدة والمصالحة واضحة، فإن دروسها وعبرها بالنسبة للقوى السياسية أكثر وضوحا، وهي جلية في تاريخ الحركة التحررية الكوردية، وبصمات الاتحاد الوطني الكوردستاني عليها بارزة، وقد تم جني ثمارها للشعب ونضاله سريعا، لذا فإن الكورد وحركتهم السياسية لم يخسروا أبدا من وحدة الصف والخطاب، بل العكس، فقد تضرروا من تشتت البيت الكوردي.
تاريخنا السياسي فيه العديد من الدروس والعبر، عن النجاح والانتصار بسبب وحدة الصف والمصالحة السياسية في الداخل، بدءا من انتفاضة آذار 1991، ومن ثم الانتخابات وتشكيل الحكومة المحلية في 1992، المشاركة الحقيقية للكورد في إسقاط النظام البعثي عام 2003، المشاركة الفعالة للكورد في بناء العراق الجديد عام 2005، ضمان حق وحصة الكورد في الميزانية العراقية بنسبة 17%، وعلى صعيد الاقليم فإن أمثلة نجاح وحدة الصف أكثر، ولذلك فإنه في المرحلة الراهنة أيضا هناك سبيل وحيد للنجاح أمام الأطراف السياسية الكوردستانية، ألا وهي "وحدة الصف والخطاب الكوردي"، التي يتبناها الاتحاد الوطني ولن يحيد عنها، ويرى ضرورة إزالة العقبات والعوائق أمام نجاحها بأسرع وقت.
وبقراءة مبسطة لهذه الفوائد والمضار، فإن الاتحاد الوطني الكوردستاني ومن أجل إنجاز مبادرة الرئيس بافل، يقوم دون أي تردد، بطرق الأبواب السياسية للقوى الكوردستانية، لكي نتمكن عن طرق وحدة الصف والخطاب الداخلي، مواجهة التحديات والمستجدات في الاقليم والعراق من جهة، ومنع إلحاق الضرر بتجربة وكيان الاقليم والعملية السياسية والحكم فيه من جهة أخرى، بحيث يثمر النضال المشروع من أجل حقوق ومعيشة موظفي ومواطني الاقليم عن مكاسب، وهذا النضال له خندق واحد، وهو وحدة الصف والخطاب السياسي والإرادة الكوردية.
إن وحدة الصف والخطاب الكوردي وتغليب لغة الحوار وحماية الاقليم ونظامه الديمقراطي، هي مسؤولية وطنية بالنسبة للاتحاد الوطني الكوردستاني ولن يتهرب منها، بل يقبل عليها، لتأسيس أرضية سياسية وإدارية وديمقراطية صالحة في الاقليم، بحيث ترسو بنجاح وأمان، وتزيح التحديات، بدل أن توقفها.