حكايات اهل كركوك ...
لهيب خليل
في كركوك السياسة حاضرة بقوة دوما فحين ينطلق الناس لاعمالهم ومصالحهم حيث تبدأ الأحاديث السياسية منذ ساعات الصباح الأولى ولا تنتهي حتى ساعات الليل الأخيرة، داخل الأسرة، مع الأصدقاء، مع الزملاء في العمل، أو حتى مع غرباء في المقاهي أو المحال التجارية... وما أكثر وأعقد وأحرج النقاشات السياسية التي تدور مع سائقي سيارات الأجرة ، السياسة في مدينتنا هي التي تملأ الدنيا وهي شاغل الناس، ورغم ذلك قلة من يجدون أن لديهم الرغبة في أن يكونوا مشتغلين في السياسة، لا منشغلين بها وحسب. الناس في كركوك تعاملهم مع السياسة بسيط وما يريدونه من السياسة أمورا تخص الخدمات البلدية والبيئة اذ كركوك وخصوصا المناطق الشمالية من المدينة تعاني خطرا بيئيا يتمثل في النفط المستخرج من باطن الأرض والغازات المصاحبة للعملية والمنبعثة من احتراق الغاز المصاحب للنفط الذي يصل الى سطح الابار ومنها الى التخزين او لدفعه الى الانابيب الناقلة الى الدول المجاورة والموانئ واجمل وابسط تلك الاحاديث التي تختصر السياسة ليكن المحافظ من أي حزب المهم ان ينظر الى قوميات كركوك واثنياتها بعين التساوي والعدل في شوؤنهم في التعينات وفي أجور المولدات الاهلية والخدمات الاهلية والصحية وشؤون التربية والتعليم فكركوك مدينة كونية شأنا ام ابينا فهي عراق مصغر مدينة تأتي أهميتها السياسة بعد العاصمة لانها وحسب ما وصفها المفكر الاستراتيجي ومستشار الأمن القومي الأمريكي السابق بريجنسكي انها مرجل الازمات فيما اذا خربت فيها السياسة لا سمح الرحمن لذلك تمر الأيام على كركوك امنة ومطمئنة لانها أهلها فهموا ووعوا ان اية مدينة مختلطة في العالم هي مدينة لابد ان تتنفس التعايش السلمي والاحترام بين كل المكونات التي انضمت تحت لواء تلك المدينة وهم يؤمنون بما انزل الرحمن في كتابه الكريم ايمانا قوي والتي جاء فيها {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ}( الآية 22 من سورة الروم) وهي الميزان الإلهي على إقرار القرآن للتنوع الثقافي ،وكما نادى الانجيل بهذا حين قال (هَكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ قَائِلًا: ٱقْضُوا قَضَاءَ ٱلْحَقِّ، وَٱعْمَلُوا إِحْسَانًا وَرَحْمَةً، كُلُّ إِنْسَانٍ مَعَ أَخِيهِ. وَلَا تَظْلِمُوا ٱلْأَرْمَلَةَ وَلَا ٱلْيَتِيمَ وَلَا ٱلْغَرِيبَ وَلَا ٱلْفَقِيرَ، وَلَا يُفَكِّرْ أَحَدٌ مِنْكُمْ شَرًّا عَلَى أَخِيهِ فِي قَلْبِكُمْ) (زَكَريَّا ٧:٩-)١٠ولهذا كل حكي السياسة التي يسمع هنا وهناك هو ليكن من يكن وليصير من يصير فقط ان يفهم الساسة القائمون على امر كركوك ان كركوك قوية بتنوعها واختلاف قومياتها وتعدد اثنياتها ،نعم للجميع الحق من كل المكونات المشاركة في العملية السياسية لايصال صوته وصوت اهله ولكن لا مفر للساسة فيها من احترام بل وتقديس هذا التنوع البشري ولان اية مدينة في العالم هي مدينة لان هناك أناس يسكنوها ويعيش في ظل ابنيتها واشجارها ومرافقها واي ضعف فيها سينعكس سلبا أولا وسيقع على ساستها قبل أهلها وأخيرا يقول امير المؤمنين عليه السلام « الخير كلّه فيمن عرف قدر نفسه ، وكفى بالمرء جهلاً أن لا يعرف قدر نفسه » وقال عليه السلام مرة اخرى « ما هلك امرؤ عرف قدره » وقال كذلك عليه السلام : « رحم الله امرءاً عرف قدره ولم يتعدّ طوره ». التنوع في كركوك يشكل ثروة ثقافية واجتماعية تميزنا عن غيرنا من المحافظات، وهي مصدر للفخر والتميز، هذا التنوع يعطي كركوك صورة فريدة تعزز التفاهم والتسامح بين مختلف الثقافات والمجتمعات. وبالنهاية نتمنى الخير و السلام لكركوكنا وعراقنا و لتعم الافراح دائماً عليه و على اهله الطيبين
Copyright © 2020 Kirkuk Tv All Rights Reserved Designed And Developed By AVESTA GROUP