نجاح العملية السياسية في العراق بات مرهوناً ومنذ زمن بعيد بتطور وإستقرار العلاقات بين بغداد وإقليم كردستان، وحدوث أي أزمة بين الجانبين كان يؤثر سلباً ولايزال على الأجواء السياسية وتعايش المكونات المجتمعية في هذا البلد. كان لطالباني الأب (جلال طالباني-1933-2017م) الرئيس الأسبق للعراق دوراً محورياً في إحتواء الأزمات والتشنجات السياسية والأمنية التي كانت تحدث من حين لآخر بين بغداد واربيل، وبصفته رئيساً للجمهورية ورئيساً للإتحاد الوطني الكردستاني/ أحد أبرز الأحزاب المؤثرة في كردستان، كان يقف بعزم ومسؤولية بوجه أي إتجاهات ومواقف أو قرارات وسياسات تفضي الى تأزيم العلاقات والتشنج بين الفرقاء السياسيين، وكان يشتغل دوماً على إستراتيجية واضحة هي أولوية العراق والتمحور الوطني حوله من خلال القبول بمبدأي التعددية والديمقراطية وحق الإختلاف وضرورة التفاهم ثم الإتفاق والوفاق.
ما يلفت النظر في السنوات الثلاث الأخيرة هو بروز طالباني الأبن (بافل طالباني- 1973م) في مواقف سياسية تتماهى الى حد كبير مع كان متبعاً لدي طالباني الأب، لاسيما في التمسك بإستراتيجية الوحدة الوطنية العراقية من جهة والدفاع عن حقوق المكون الكردي في العراق من جهة أخرى، وبناء علاقات سياسية وتحالفات مع الأحزاب الحاكمة في العراق يأتي تطبيقاً لمباديء سياسية ثابتة أصبحت شبه معهودة لدى الإتحاد الوطني الكردستاني، خصوصاً ان العراق وفي هذا الظرف بحاجة الى تصفير الخلافات والتلاحم الوطني، أما إقليم كردستان فهو الآخر لايمكنه الوقوف على قدميه من دون دعم سياسي وإقتصادي ومالي صارت بغداد هي التي تضمنه لا غير. وبافل طالباني ومن خلال زياراته المكوكية المتكررة شهرياً بل أسبوعياً أحياناً الى بغداد، يسعى الى تحقيق هذا المرمى، أي توحيد رمزي وعملي للمواقف تجاه الملفات العالقة والعمل على إدارة الصراع بتراث طالباني الأب كرمز موحد وموضع ثقة العراقيين، وعليه نتوقع بأن يلعب هذا الكاراكتر في المستقبل دوراً أكثر تأثيراً على الساحة العراقية، خصوصاً إذا ما حصل حزبه في الإنتحابات القادمة لبرلمان كردستان على مقاعد أكثر ووصل الى موقع رئاسة الإقليم أو منصب رئيس الحكومة في كردستان العراق.
Copyright © 2020 Kirkuk Tv All Rights Reserved Designed And Developed By AVESTA GROUP