كتبت صحيفة
كوردستاني نوي في افتتاحيتها لعدد اليوم الخميس 17-7-2025، تحت عنوان “أوان إعادة
البريق إلى النضال الوطني”، ان كوردستان لم تنشأ الآن، فعمرها طويل ولها جذور
عميقة في القدم، وشعبها يعيش فيها منذ عشرات آلاف السنين، وكأي مجتمع إنساني آخر،
مرت بمراحل التطور، ولكن كانت هناك قفزات فوق المراحل، ولم تكن كغيرها من الشعوب،
خاصة في أوروبا وشرق آسيا بل وحتى بعض الجيران.
واضافت
الافتتاحية: الأمر الأكثر تأثيراً وإيلاماً لشعبنا في كوردستان هو عدم وجود دولة
سياسية، ذات حدود وعلم ودستور وجميع أدوات الدولة، إن تجربة إقليم كوردستان العراق
بعد الانتفاضة هي بمثابة نموذج لهذه الحالة، ولكنها تشبه النموذج الاولي في خياطة
الملابس، وخاصة السترة، في النموذج الأولي يكون قد تم إعداد خمسة وعشرين في المائة
من البدلة، والإقليم كذلك، وبهذا الربع، تظل أعين الأعداء والمتربصين والمناوئين
عليه تبحث دائماً عن فرصة او ذريعة لإضعافه وتقليم أجنحته وفي النهاية إجهاضه.
واوضحت:
كوردستان وهذا الإقليم كانا ملكا لاجدادنا، واليوم هي ملك لنا جميعاً، وفي
المستقبل البعيد، ستكون ملكا للأجيال القادمة، وفي كثير من الأحيان، في الأزمات
والمشاكل، ترتفع بعض الأصوات قائلة: "مهما حدث لكوردستان، فليحدث، فهي ليست
ملكا لي". قد يكون هذا نتيجة اليأس من الظلم والفساد وغياب التخطيط وانعدام
الثقة بالسلطة في إقليمنا، أو عدم الرضا على طريقة الإدارة وتسيير شؤون الإقليم،
أو الشكوى من السلوك غير اللائق لبعض الأطراف التي لا تفكر إلا في مصالحها الخاصة
ولا تفكر في مصالح الشعب، ولكن هذا النوع من التعبير عن عدم الرضا لا يصدر من
مواطني أمة وشعب قدم مئات الآلاف من الضحايا على مر تاريخ نضاله، وليس من صفات
إنسان امتزج تاريخه بنضال لا يكل، وليس شكوى شخص فتحت أذناه منذ الطفولة على
أناشيد "أي رقيب" و"نوروز" و"خوايه وةتن ئاواكةى ."
وقالت الصحيفة:
لا يوجد أحد منا ليس لديه شكوى وملاحظات وانتقادات على كل هذه الانحرافات الموجودة
في حكم الإقليم، ولكننا جميعاً، رجالاً ونساءً، شباباً وشابات، شيوخاً وعجائز،
أبناء وطن نعيش في ظله، وكما قال الشاعر الكبير كوران: "نشأنا عند سفوح
الجبال وتربينا على قممها".. ومن الممكن ومن حقنا أن تكون لدينا شكاوى، ولكن
لتكن شكاوانا وملاحظاتنا من أجل الإصلاح ومعالجة الخلل، ومن الممكن أن نتذمر، ولكن
ليكن ذلك من أجل تصحيح المسارات والتوجهات، كوردستان ملك لنا جميعاً، وهي لنا
جميعاً، لا أحد منا زائد عليها، ونحن أيضاً لسنا زائدين عليها، ومعاً نشكل وطن
كوردستان، هذه ليست كلمات فضفاضة ورنانة ومخادعة، بل هي كلمات صريحة وواقعية، يجب
علينا جميعاً أن نفكر بهذه الطريقة في أعماق أنفسنا، وفي هذا الزمن العاصف
بالأزمات، الطريق الصحيح والسليم هو ألا نصغي لأقاويل وأحاديث الأعداء والمناوئين
والانتهازيين، وألا نجعلهم يشوهون صورة كوردستان في أعيننا بكلام هذا وذاك، وألا
ننخدع بشعارات بعض الحاقدين المحليين، كوردستان لنا جميعاً وهي للجميع، وإذا انتصر
عليها الأعداء والمناوئون فسنكون جميعاً خاسرين، وحينها لن يبقى "وطن"
لنقول: "يا ربّ عَمِّره.!".
Copyright © 2020 Kirkuk Tv All Rights Reserved Designed And Developed By AVESTA GROUP