العمل التطوعي قوة للمجتمع المدني ..

يعد العمل التطوعي نشاطًا إنسانيا نبيلا يهدف إلى تقديم المساعدة للآخرين دون مقابل مادي. ولهذا العمل فوائد جمة، لا تقتصر فقط على المُستفيدين منه بشكل مباشر وحتى غير مباشر (اذ تغرس في الجيل الناشئ زرع حس المسؤولية وغيرها من الاخلاق والقيم والمُثل العليا )، بل تُنعكس إيجابًا على المتطوع نفسه، كما يُعد العمل التطوعي تجربة غنية تساهم ببناء حياة الفرد نفسيا واجتماعيا ليس فقط من خلال مساهمته الإيجابية في المجتمع، بل أيضاً من خلال تأثيره المباشر على علاقات المتطوعين الاجتماعية وبالتالي يمتن العلاقات الاجتماعية ويخلق فرص للتواصل ويُتيح فرص رائعة للتعرف على أشخاص جدد من مختلف الخلفيات والاهتمامات وفي مدينة مثل مدينة كركوك التي يعيش بتآخي فيها قوميات وإثنيات وطوائف متعددة يمسي العمل التطوعي المنظم له عظيم الأثر في اغناء روح الاحترام والتألف واعلاء روح الجيرة الإنسانية ويُوسع دائرة المعارف والتقارب والأصدقاء وتقوية الاواصر الاجتماعية ويُساهم العمل التطوعي في تقوية الروابط بين الأفراد من خلال العمل المشترك لتحقيق هدفٍ مُشترك، ممّا يُعزّز الشعور بالانتماء والتضامن الى المكان الذين يعيشون فيه كل هذا واكثر لان ما اثبتته الدراسات ان العمل التطوعي يُساهم في زيادة الشعور بالسعادة والرضا عن النفس، ممّا يُنعكس إيجابًا على علاقات المتطوع مع الآخرين  فتنظيف الحدائق، أو مساعدة كبار السن، أو العمل في دور الأيتام، فالمشاركة في الأنشطة الرياضية أو الثقافية مثل الانضمام إلى فريق رياضي، أو فرقة مسرحية، أو نادي للكتاب والتطوع في مجال التعليم لمساعدة الطلاب في واجباتهم المدرسية، أو تعليم مهارات جديدة للأطفال، كما ان العمل في مجال الرعاية الصحية مثل مساعدة المرضى في المستشفيات أو دور رعاية المسنين والتطوع في مجال حماية البيئة و تنظيف والساحات والشوارع والشواطئ أو زراعة الأشجار أو المشاركة في حملات توعية بيئية وصحية كل هذا واكثر ،لذلك يعد العمل التطوعي بوابةً رائعةً لتكوين علاقات اجتماعية جديدة وتقوية الروابط الإنسانية وادامتها وتعزيزها .  فمن خلال مشاركة وقتك ومهاراتك مع الآخرين، ستساهم في إحداث تغيير إيجابيٍ في حياتهم، وستقوي في الوقت نفسه علاقاتك الاجتماعية وتُغني حياتك وتجاربك الشخصية.