منطقة الشرق الأوسط في حالة من الغليان المستمر وتواجه تحديات كبيرة ومتعددة من تحولات سياسية، صراعات وتوترات سياسية ومسلحة، ، إضافة إلى الأزمات الاقتصادية والبيئية، تساهم جميعها في زيادة التعقيد والاضطراب ، واقليم كردستان العراق ليس بمنأى عن تلك التطورات بسب موقعه الجيوسياسي، فرغم التطمينات والدعم الدولي له الا ان هشاشة الوحدة الداخلية بين الاطراف السياسية فيه تجعله عرضة لمخاطر جمة من حيث خسارة المكاسب المتحققة على مستوى الاقليم والدولة الاتحادية.
اغلب الخبراء الاستراتيجيين يجمعون على ان افضل السبل لتوخي الحذر والاستعداد لمواجهة الاخطار المحدقة والتحديات هو العمل على توحيد الصفوف والموقف بين مختلف الاطراف داخل كل دولة او اقليم لتعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي عبر تقليل التوترات الداخلية والصراعات فالأمة اذا توحدت، ستزيد قدرتها على مواجهة التحديات الخارجية والدفاع عن مصالحها الوطنية.
وعلى صعيد المسار الحكومي فان وحدة الصف تساعد الحكومة في تنفيذ سياساتها وبرامجها بفعالية أكبر، انطلاقا من القرارات المدعومة بتوافق واسع بين مختلف الأطراف و العمل على بناء مؤسسات شفافة وخاضعة للمساءلة مما يعزز الثقة بين المواطنين والحكومة، ويزيد من التعاون بين مختلف الجهات لتحقيق الأهداف المشتركة بعيدا عن النزعة التفردية التي توسع هوة الخلاف والانقسام الداخلي ويظل التعامل بحكمة مع النزاعات الداخلية والخارجية والبحث عن حلول سلمية ودبلوماسية لها، والابتعاد عن التصعيد والعنف ومعالجة الفجوات الاقتصادية والاجتماعية والعمل على تحقيق العدالة والمساواة من ضرورات ترسيخ الوحدة والتكاتف.
فلسفة الوحدة في ممارسة السياسة والحكم تلعب دورًا حيويًا في مواجهة التحديات المعاصرة ومن اجل تطبيقها، على القادة تشجيع الحوار، والاحترام المتبادل، والتعاون بين جميع الأطراف كما يجب تعزيز الشعور بالانتماء الوطني والمصلحة المشتركة، والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة فالانسجام والتعاون أساس النجاح والتقدم والقوة لا تأتي من القدرة الجسدية او العسكرية فقط، بل تأتي من الإرادة التي لا تقهر للوحدة والتكاتف .
اقليم كردستان امام تحديات كبيرة ومصيرية يستوجب من الاطراف السياسية فيه العمل على انعاش قوة الوحدة والروح المشتركة ليقف شامخا أمام المخاطر والتهديدات .
كما قال الرئيس الراحل مام جلال طالباني: "إن الإنجازات التي حققها الشعب الكردي ليست ملكاً لحزب أو جهة معينة، بل هي نتيجة وحدة وتضامن جميع أبناء كردستان وان الوحدة والتكاتف ضرورة وحاجة كردستانية بين جميع الاطراف عموما والاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي خاصة ." فان الاتحاد الوطني لم ينأى عن هذا النهج الصائب في تغليب روحية التعاون والتكاتف والتفاهم انطلاقا من إدراكه العميق للتحديات التي تواجه شعب كردستان والعراق والمنطقة بشكل عام كي نثبت للعالم اننا بوحدتنا قادرون على حل خلافاتنا الداخلية بشكل سلمي وديمقراطي، مما يعزز من مصداقية الاقليم الدولية.
بهذه الاستراتيجية، يسعى الاتحاد إلى بناء مستقبل أكثر إشراقًا واستقرارًا للشعب الكردي.
وحدة الصف في الظروف الراهنة لم تعد مجرد رغبة ، بل أصبحت حاجة ملحة تنبع من شعور عميق بالمسؤولية تجاه المجتمع والأمة والمكاسب المتحققة والاهداف المنشودة.
Copyright © 2020 Kirkuk Tv All Rights Reserved Designed And Developed By AVESTA GROUP