سيناريوهات سوريا ما بعد الأسد

سوران الداوودي
10:42 - 2024-12-17



بعد انتهاء حكم بشار الأسد، تتجه الأنظار نحو مستقبل سوريا وما يحمله من سيناريوهات محتملة. أول السيناريوهات هو اندلاع صراع مسلح بين الفصائل الإسلامية المتعددة التي تختلف في توجهاتها وأهدافها. هذه الفصائل، التي تتراوح بين المعتدل والمتشدد، قد تؤدي إلى تفاقم الصراع الداخلي، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني ويؤثر سلباً على المدنيين..
ثاني السيناريوهات هو احتمال سيطرة هيئة تحرير الشام على مقاليد السلطة بشكل مطلق. إذا ما استمر الدعم التركي والقطري لها  ، فقد تفرض نظاماً إسلامياً شمولياً، مما يؤدي إلى تغييرات جذرية في الحياة السياسية والاجتماعية في البلاد. هذا السيناريو قد يعكس صعود القوى الإسلامية ويشكل تهديداً للاستقرار الإقليمي.
أما السيناريو الثالث فهو استمرار المحادثات والاتصالات بين جميع الأطراف لفترة زمنية طويلة. قد تسعى القوى الإقليمية والدولية إلى إيجاد حل سياسي يضمن استقرار سوريا، لكن هذا يتطلب تنازلات من جميع الأطراف المعنية.
اما السيناريو الأخطر هو تحالف هيئة تحرير الشام مع تركيا وفرض ارادتها السياسية والامنية  وشن هجمات على المناوئين والمخالفين  وتحديدا قوات قسد اذ تشكل المنظور الأستراتيجي لتركيا واحدى الركائز الاسياسية لوجودها في سوريا  .  اذ تسعى إلى إضعاف قسد وإنهاء وجودها على حدودها حسب التصريحات الاخيرة لوزير خارجية تركيا هاكان فيدان ، وربما تستغل تركيا  تحالفها مع هيئة تحرير الشام لتنفيذ ما تريد . قد يعارض الاتحاد الأوروبي الاعتراف بهيئة تحرير الشام، خوفاً من صعود “حكومة إسلامية سلفية” على غرار طالبان في افغانستان لكن إذا ضمنت تركيا عدم تدفق اللاجئين إلى أوروبا، فقد تلتزم أوروبا بالصمت.
هذه السيناريوهات لن تكون بمعزل عن تدخلات دول الخليج ومصر والأردن، حيث ستسعى هذه الدول إلى التأثير في مجريات الأحداث لضمان مصالحها الأمنية والاقتصادية . في النهاية، يبقى مستقبل سوريا بعد الأسد غامضاً ومعقداً في ضل انهيار البنية التحتية ووجود ملايين المهجرين داخليا وخارجيا ، ويتطلب حلاً شاملاً يتبنى مصالح جميع مكونات سوريا المذهبية والدينية والقومية ليضمن السلام والاستقرار.

Copyright © 2020 Kirkuk Tv All Rights Reserved Designed And Developed By AVESTA GROUP