الديمقراطية ووسائل التواصل الاجتماعي

لهیب خلیل
23:54 - 2023-07-11

ونحن نقراء العنوان يلح علينا سؤال وهو هل السوشيال ميديا ووسائل التوصل الاجتماعي التي يستخدمها ملايين الناس امست منابر اعلامية للحمقى حسب ما يقوله الفيلسوف والروائي الايطالي امبرتو ايكو صاحب رواية اسم الوردة والتي اتنتجت فلما سنة 1986وكان من بطولة شون كونري وغيره،ويقول ذلك غيره من المفكرين والادباء والكثير من السياسيين ولكن لنقف ونتساءل من جديد اليس صوت الفلاح يساوي صوت المهندس الزراعي وصوت البائع يساوي صوت التاجر وصوت المريض يساوي صوت الطبيب وصوت الطالب يساوي صوت المدرس وصوت العاطل عن العمل يساوي صوت الوزير في حساب كمية الاصوات في الانتخابات الديمقراطية ومثلما تحسب الامور هكذا اذا من حق الناس الكلام وابدأ الرأي ولهذا باتت وسائل التواصل الاجتماعي امكنة افتراضية يلتقي بها الناس العاديين وكأنهم التقوا على المقهى التي على ناصية الشارع حيث يجلسون ويتحدثون في امور دنياهم وهذه الوسائل اعطت الحق لهؤلاء حق الكلام بصوت عالي بعد ان كانوا تقريبا لا احد يراهم في بلداننا ولاننا نعيش عصر الفردية بأمتياز فجاءت شكوى اصحاب الثقافة ومعها الوضع الجديد وقد اصبحت القراءة صعبة لان المنشور على صفحات السوشيال ميديا كبير وكثير والمعروض اكبرواكثر ولماذا فقط الكلام من اختصاص العلماء والاعلاميين والكتاب وللناس الحق ايضا في التحدث ومناقشة الافكار لان اية سياسة او قرار سياسي اقتصادي امني يؤثر على حياتهم بشكل مباشر ولهذا امسينا نشاهد ونسمع بان اؤلائك الذين نعتوا بالحمقى والفارغين من قبل النخب وحملة الشهادات ،استطاعوا ان يؤثروا على الواقع الحياتي لعيشنا الملغوم ولم يعد الناس وعندما يلتم شأنهم على المقاهي يثرثرون من فراغهم وقلة حيلتهم ثم يعودا الى بيوتهم لينخمدوا وليستقضوا صباحا من الم الجوع وقد نسوا بتاتا ما قيل في الليل ،الامر اختلف هذه المرة فمع وسائل السوشيال ميديا صار كل حرف وكل آهة وكل حشرجة وكل كلام مهما كان لا اهمية له صار محفوظا وينسخ منه يوميا عشرات النسخ وينتشر بسرعة الضوء في العالم ويصبح ترند والذي يعني موضة سائدة افعالا واشكالا وامسى شائع بين الناس ،وعندما تتصاعد ارقام اللايكات (اعجبني )يصبح الامر له اهمية كبرى وقصوى وتأثير واضح والجميل في الامر اننا لانعرف اصحاب اللايكات هل هم من ذوي الشهادات او علماء ادباء ام كسبة وعمال او اميين حتى ولو على منشور بسيط وقد يكون مستفز او مثير او حتى عادي ولكن يحوي فكرة جديدة لم تطرأ على بال احد يشعل الدنيا والمتفحص لمواقع التواصل سيجد مئات اللايكات بل قد يصل الامر الى ملايين والعملية تشبه بالضبط حساب الاصوات في الانتخابات الجميع ينظر الرقم الاعلى والذي سيكلف حتما بإدرة الحكومة وهؤلاء اجتمعوا على منشور لربما مقال كان ام فيديو او كتاب ام منشور المهم ان الناس اجمعوا على اختيار ما يريدون بكل حرية تامة ومن دون اية معوقات وهنا تأتي ممارسة الديمقراطية الحقيقية والتي لابد ان تضمن للناخب الحرية الكاملة لاختيار المرشح فالمنشورات التي صرنا نراها بكل حرية نقراها نشاهدها اذا اعجبتنا سنوقع بلايك بمعنى اننا انتخبنا ما يراه عقلنا وتفكيرنا بانه مناسب ومقبول وافضل من المنشورات الاخرى التي قد تكون لاتهمنا ولا تمسنا ولا تقترب من همومنا فوسائل التواصل الاجتماعي صارت هي المعيار والمقياس الذي يقيس اهمية ما يطرح من قضايا سياسية واجتماعية واقتصادية واي حزب او سياسي يتجاهل هذه القضية سينحى جانبا نعم عشرات اللايكات ورائها قوة الراي العام بمعنى ان الراي العام صار للجمهور والجماهير موجودة وجاهزة على مواقع التواصل الاجتماعي ولم يعد الراي العام تصنعوه الحكومات مثل السابق الفيس والانستا والتيك توك وغير وسائل هي التي تصنع الراي العام وهي ملكية الناس الان والقرار والامر بيدها وهي القوة التي لا منازع لها عدا قوة الانقلابات واحتلال المناصب .

 

لهيب خليل

Copyright © 2020 Kirkuk Tv All Rights Reserved Designed And Developed By AVESTA GROUP