16 أكتوبر.. إنقاذ كركوك من الخراب والدمار

کوردستان
12:12 - 2024-10-16

في اعقاب سيطرة مجاميع داعش الارهابية في حزيران العام الفين واربعة عشر على مناطق شاسعة في العراق بدءً من الموصل وصولا الى تكريت والرمادي والفلوجة والحويجة وتوابعها الادارية وغيرها من المدن العراقية التي سقطت الواحدة تلو الاخرى تحت سيطرة التنظيم الارهابي، وبعد انسحاب الجيش العراقي من مناطق تمركزه في محافظة كركوك وغيرها من المناطق المتنازع عليها، ظهر واقع جديد فرضته الاحداث المتسارعة في هذه المناطق ومحاولات المجاميع الارهابية السيطرة على كركوك وغيرها من المدن واستباحة اهلها، وتمثل الواقع الجديد في خلق خط مواجهة شرسة بين ارهابيي داعش وقوات البيشمركة يمتد على طول اكثر من الف كيلومتر يبدأ من خانقين على الحدود الايرانية وصولا الى شنكال والبعاج على الحدود السورية، حيث شهدت خطوط القتال معارك ضارية قدمت فيها قوات البيشمركة الاف الضحايا بين شهيد وجريح من اجل التصدي لمخططات ومحاولات المجاميع الارهابية المستميتة للسيطرة على هذه المناطق وخاصة مدينة كركوك بعد ان اصبحت قاب قوسين او ادنى من تحقيق مسعاها الاجرامي جراء سيطرتها على مناطق لاتبعد سوى كيلومترات عدة عن مركز مدينة كركوك كقرية البشير مثلا، ولكن تضحيات وبطولات قوات البيشمركة التي سجلت بأحرف من ذهب بفضل دماء شهدائها الابرار دحرت جميع هذه المحاولات الخائبة وجعلت من كركوك قلعة حصينة وعصية على الارهاب الاعمى طوال السنوات التي شهدت احتدام المواجهة على تخوم كركوك.

وعلى طرف المواجهة الاخر، تمكنت القوات العراقية من اعادة تجميع صفوفها بعد حين ونجحت في وقف تقدم الارهابيين ومن ثم البدء بعملية تحرير المدن من براثن المجاميع الارهابية وصولا الى المعركة الاخيرة والحاسمة المتمثلة بتحرير مدينة الموصل وهي العملية التي نفذت فيها قوات البيشمركة الصفحة الاولى منها من خلال تحرير مدن عدة في سهل نينوى تمهيدا لبدء القوات العراقية الاخرى بمختلف صنوفها هجومها الحاسم على الموصل.

وفي خضم كل ما تقدم، كانت هناك خطوت بدأت تثير الشك لدى المتابعين والمراقبين العسكريين حول النية الحقيقية والمبيتة ازاء ما بدأ يحدث على الارض، من خلال تجاوز الحويجة والقفز عليها في عملية التحرير خلال الانطلاق نحو مدينة الموصل، وهو الشك الذي بدا يظهر جليا في قادم الايام واصبح حقيقة لدى الجميع من خلال التحشيد العسكري الكبير وغير المبرر لجميع صنوف القوات العراقية وعلى اختلاف مسمياتها على تخوم كركوك بحجة تحرير الحويجة وهو الهدف الذي بدا فيما بعد انه مجرد حجة لمهاجمة كركوك واخراج قوات البيشمركة منها بعد التضحيات الجسام التي قدمتها من اجل كركوك واهلها من جميع القوميات والمكونات دون تمييز وهو ما حدث بالفعل في السادس عشر من اكتوبر الفين وسبعة عشر، مستغلة التداعيات السلبية لعملية الاستفتاء على كركوك وعموم المناطق المتنازع عليها.

الواقع الجديد الذي سيطر على المشهد السياسي والاداري والامني في كركوك وعموم المناطق المتنازع عليها، تمثل في تنفيذ سياسات التهميش والاقصاء بحق الكورد بالرغم من كونهم يشكلون الاغلبية في هذه المناطق التي عانت الامرين جراء مجموعة اجراءات تعسفية كاجراء انتقامي لعملية الاستفتاء التي لم يكن لهم فيها طائل لا من بعيد ولا من قريب. 

أخبار ذات صلة

Copyright © 2020 Kirkuk Tv All Rights Reserved Designed And Developed By AVESTA GROUP