الهروب بمهزلة التراث إلى المستقبل

آرازو باشا
14:22 - 2025-07-07

بررنا جميع نكباتنا وتخلفنا وتاخرنا بأوهام التراث ولجئنا للحل الاسهل، ان الكسل والخمول الفكري المتفشي في مجتمعات منطقتنا جعلها تلوذ إلى مكتنزات التراث من الخرافات لتهرب بشعورها بالضعف وترضي شعورها المزيف بالاسبقية والاحقية والغلبة وببطولاتها الباطلة.

تكلمنا في مقالة سابقة عن التراث و مفهومها و كذلك نظرة مجتمعاتنا لهذا المفهوم ، وتوصلنا إلى فكرة ان مجتماعتنا لازلت تعيش في مرحلة التراث والتاريخ وتبني على أسسها افكارا تحمل عوارا وبالتالي سلوكا اجتماعيا مختلا مما أدى إلى خلق انسجة اجتماعية تتسم في أحسن حالاتها بالهشاشة والتي غالبا ما تتحول إلى العنف في ابسط أزمة تمر بها لعدم ادراكهم وعدم قدرتهم على الاستناد إلى الواقع في إيجاد الحلول الناجعة لتلك الازمات وإنما بالعودة إلى أعراف التراث البالي .
هل اني ارى اننا خلقنا  تراثا يتبع هوى نكباتنا وفشلنا و يؤملنا بالمستقبل ؟
ام اني ارى تراثا خلق فينا الفشل والنكبات والتخلف ؟
ايا كان جواب هذا السؤال المركب فإني ارى ان مجتمعاتنا تفتقر إلى الامكانات والوسائل العلمية والفكرية والعملية والمنهجية لفهم الواقع .
فتراثنا مكتنز بالمبررات والمواساة والأحلام المقترنة بعضها بنصوص مقدسة وكذلك المثيرة للعواطف القومية والقبلية في بعضها الاخر والمؤملة لنا بالمستقبل الواعد في المطاف الاخير
فمجتمعاتنا معبئة بإرث من الوعود بحلم النصر العظيم ، ويستمر قادة هذه المجتمعات بتعبئة مكتنزات التراث بالاوهام الباطلة و التلاعب بأحلام الجماهير -وما أسوأ التلاعب بأحلام الشعوب وتستمر مجتمعاتنا بالالتفاف حولهم وبالتالي يتسنى لهؤلاء القادة التحكم الاسهل بالشعوب باعتبارها مصدر السلطات والقوة

Copyright © 2020 Kirkuk Tv All Rights Reserved Designed And Developed By AVESTA GROUP