الاتحاد الوطني الكوردستاني لم يغلق باب الحوار حتى يفتحه من جديد

مبدأ الاتحاد الوطني الكوردستاني هو الحوار والتفاهم لحل جميع المشكلات، لذا فانه لايرفض أبدا عقد الاجتماعات، ولكن من غير الصائب ايضا أن يختلق الحزب الديمقراطي الكوردستاني مشكلاات جانبية ويجعلها ذريعة للتملص من المشكلات الرئيسية، فالاجتماع الجاد يكون حول المواضيع الأساسية وليست السائل البديهية مثل إجراء تغيير في هذا المنصب او ذاك.
التغييرات في الاستحقاقات والمناصب إجراء طبيعي وليست أساس المشكلات، فأساس المشكلات هي سياسية التمييز التي تتبعها الحكومة بين المدن وفرض الحصار على السليمانية، والتي تتعلق مباشرة بالمواطنين، فالتغييرات في المناصب والاستحقاقات أمر ايجابي وهي رغبة الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي ايضا ولكن هذه المسائل لن تكون بديلة لمشاكلنا الأساسية مع البارتي والحكومة.
في أحسن الأحوال فإن التغيير في المناصب يظهر النيات الحسنة ويهيئ الأجواء للمباحثات الثنائية ولكنه لن يكون بديلا لتصحيح مسار الحكم والشراكة الحقيقية التي يطالب بها الاتحاد الوطني وجماهير الشعب ايضا، لانه بدون هذا التصحيح وضمان الشراكة، ليس الاتحاد الوطني فقط بل الديمقراطي أيضا، لن يكون بإمكانه الايفاء بتعهدات مفاوضات تشكيل الحكومة، لذلك فبسبب هذه النقطة تشكل الحكومة أزمة ومشكلة للحزب الديمقراطي ايضا بدلا من أن تكون دليلا على النجاح والتفوق.
الكرة الآن في ملعب الحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي تعهد بعد المؤتمر الـ14 للحزب، أن يفتح صفحة جديدة مع الأطراف السياسية، الا انه حتى الآن يتقلب الاوراق القديمة ولم تظهر بعد الصفحات البيضاء والجديدة. فالمشكلة هي ضبابة سياسة الحزب الديمقراطي وليست استعداد الاتحاد الوطني الكوردستاني.