د. شيلان فتحي
باحثة وأكاديمية
لطالما كان الاتحاد الوطني الجهة
السياسية التي لاتتوقف عن النمو وعلى مر المراحل والحقب الزمنية المختلفة، الأمر
الذي مكنه من الحضور وبقوة في ساحات النضال السياسي والفكري والمسلح منذ بدايات
تأسيسه، ما جعله يتميز عن الجهات والأطراف السياسية الأخرى، بأنه يمتلك توقعاته
وقراءاته الضرورية والمهمة لأي معادلة إقليمية أو دولية وفي أي ظرف كان، بما
يتوافق مع الأهداف والمسارات والتوجهات السياسية الخاصة به من جهة ومع تطلعات شعب
كوردستان من جهة اخرى، ولهذه الاسباب احتلت مسائل الانتخابات وتمدن المجتمع
والرفاه وتقديم الخدمات الأساسية حيزا كبيرا ومهما جدا من خطط وستراتيجيات الاتحاد
وأهدافه، من دون أن يتخلف عن القضايا الوطنية والقومية.
لكن ما شهدناه من موقف متشدد من قبل
الاتحاد الوطني في الوقت الراهن، فيما يتعلق بعدم المساومة والإصرار على تحقيق
الاهداف المنشودة لم يأت من فراغ. رغم ان التعنت والتشبث والعناد أمر التجأ إليه
دوما أطراف وجهات معينة في الزمن الماضي والحاضر لتحقيق أجندة إقليمة مسلطة تخدم
المصالح الحزبية الضيقة ومن بين تلك المصالح مصلحة فرد واحد بعينه، ليس لشيء سوى
لرغبة في التعنت وتنفيذ أجندة أجنبية. ان الأنتخابات قضية ينادي بها الشعب، وهي
أداة ضرورية ومهمة لتجديد العقد المبرم بين الشعب والجهات السياسية لإدارة الحكم
والسلطة. إذ إن قيادة الاتحاد الوطني وعلى رأسهم رئيس الحزب يدعو الى اجراء
الانتخابات بوضوح وبملئ الصوت وباعتزاز وتفاخر أيضا، وتطالب بإجراء انتخابات تتمتع
بأقصى درجات الشفافية وبعيدة كل البعد عن التزوير والخروقات .
إن الاتحاد الوطني دفع في العديد من
المراحل والمحطات السابقة ضريبة التنازلات والمساومات التي قدمها للاطراف الاخرى،
عبر معاقبة المواطنين له بشكل عام وجماهير الحزب على وجه الخصوص، ولا يخفى على أحد
الكم الهائل من الانتقادات والطعون التي واجهها. ورغم ذلك يبقى الاتحاد الوطني
الجهة السياسية المؤثرة ذا التاريخ العريق والاستراتيجية الثاقبة في خدمة الشعب
ومستقبله. لذا حينما تبرز قضية ملحة كالانتخابات يتصدى لها بكل شجاعة وجسارة، وهذا
الموقف تجلى بوضوح في بيان قيادته، لا بل في بيان رئيس الحزب بعينه بذاته، بعد أن
طالب وبإصرار بإجراء انتخابات نزيهة تحفظ حق الناخب أو اوالجهات السياسية
والأقليات معا.
عليه ان تنقيح سجل الناخبين وإجراء
الانتخابات بالصيغة التي اٌعتمدت في الانتخابات التشريعة الأخيرة في العراق،
وتفعيل مفوضية الانتخابات، وإجراء مراجعة جدية بعدد مقاعد الأقليات، كلها أمور
ونقاط مهمة تستحق التوقف عندها والإصرار عليها من قبل كل من يهمه أمر تجربة الحكم
في الاقليم، ثم لاننسى أن من يتسلم مقاليد الحكم عبر الغش والاحتيال ونصب الكمائن
والفخاخ والمناورات السياسية واستشارات الجهات المعادية والمحتلة واستغلال مقاعد
الأقليات في البرلمان، ليس من شك أنه سيدير السلطة باسلوب هابط فارغ من المحتوى،
بعيدا عن تطلعات وآمال المواطنين وقضايا شعبنا العادلة.
لذا يتوحب على الجهات والقوى الوطنية
الوقوف بصف الاتحاد الوطني ودعم توجهاته، لأن الانتخابات التي حارب الاتحاد الوطني
لأجلها في السابق والحاضر لا تصب في مصلحة قوة تقدمية ديمقراطية كالاتحاد الوطني
الكردستاني فحسب، بل في صالح أغلب الأطراف السياسية الفاعلة على الساحة وسائر
المقترعين والناخبين.
إن الحرب السياسية التي يخوض غمارها
الاتحاد حاليا لإجراء انتخابات حقيقية وشفافة، أكبر دليل على أنه أهل لها،
انتخابات شفافة تلبي طموح الناخب، وتكون عند مستوى ما تدعو لها الجهات السياسية
المدنية والديمقراطية، وتتمخض عن نتائج ترضي المواطن وتحقق ما يصبو إليه.
Copyright © 2020 Kirkuk Tv All Rights Reserved Designed And Developed By AVESTA GROUP