الرئيس مام جلال و'فاتيكان الشيعة'

محمد شيخ عثمان
21:49 - 2023-05-11

"فاتيكان الشيعة " عبارة استخدمها لأول مرة  الرئيس الراحل مام جلال لوصف النجف الأشرف وكان يرددها في لقاءاته السياسية وحواراته مع وسائل الاعلام وكذلك في مراكز البحوث مستندا الى حقائق كان يعرضها. وذلك لإضفاء قدسية أكبر على النجف وكربلاء داخليا واقليميا وعالميا وكذلك في الدفاع عن وطنية الشيعة في العراق بانهم عراقيون لايتبعون الا للعراق وايضا لتشجيع الحكومة العراقية على الاهتمام الجاد بهذه الاماكن المقدسة في كافة المجالات الاعمارية والأثرية والتعليمية.
وقد أصبح وصف الرئيس مام جلال لهذه الأماكن المقدسة بهذا الاسم (فاتيكان الشيعة) اسما عالميا ومتداولا.

فاتيكان الشيعة هي النجف الأشرف
في حوار مع فضائية (الفيحاء) شهر يونيو 2006، رد الرئيس مام جلال على تصريح بأن الولاء الشيعي هو لايران وقال:
"أولاً، أساس التشيع بدأ في العراق وعلى أيدي العرب وليس على أيدي الفرس، الفرس بعد خمسة قرون صاروا شيعة، قبل كانوا سنة، والشيعة في العراق هم أساس التشيع في العالم، ودائماً المرجعيات الشيعية العالمية كانت موجودة في العراق إلا بعدما طردهم صدام حسين، وفاتيكان الشيعة هي النجف الأشرف، المدن المقدسة النجف الأشرف، كربلاء، الكاظمية، سامراء كلها موجودة في العراق، الأئمة الكبار الإمام علي والحسين وكاظم وعباس كلهم موجودون في العراق، فليس هنالك في الحقيقة التبعية لشيعة العراق، إذا كان لا بد من كلام تبعية فشيعة إيران تابعون لشيعة العراق حقيقة من حيث المذهب من حيث مرجعية"..
وقال: "هذه الحقيقة يجب ان ندرسها،فالمذهب الشيعي مذهب عروبي بخلاف المذاهب الإسلامية الأخرى، في المذهب الشيعي نقاط مثلاً الإمام الحنفي مختلف معهم في مواضيع تفضيل العرب على غير العرب، في المذهب الشيعي ببعض الأماكن و في بعض المجالات يفضلون العربي على غير العربي، وكذلك المذهب الشيعي يعتقد أن الحاكم(الخليفة) يجب أن يكون عربيا بينما مذهب الإمام الحنفي قال الخليفة يجوز ان يكون غير عربي".

وفي حديث مع فضائية (العربية) في نيسان 2006 قال الرئيس مام جلال:
"شيعة العراق عموما مستقلون ووطنيون وبرهنوا طوال التاريخ التمسك بعراقيتهم، انا عندي مثل لا يرضيني ولكن اذكره لك وهو ان الاغلبية من الجنود والضباط الشيعة في الجيش العراقي قاتلوا ايران عندما شن صدام حسين العدوان على ايران، فالشيعة في العراق اولا عرب ثم ان فاتيكان الشيعة في العالم هو النجف الاشرف والنجف الاشرف دائما كانت مركز المرجعية الشيعية في العالم وان سماحة السيد علي السيستاني هو الآن المرجع المحترم والمعتبر في العراق وهو مستقل وحريص على استقلال القرار العراقي".

وفي حوار مع فضائية (الحرة) في ايار 2006 اكد الرئيس مام جلال:
"مدينة مقدسة مثل مدينة النجف التي هي فاتيكان الشيعة في العالم كان المفروض ان نجعلها مدينة نموذجية في العالم وهذا جيد لوجه العراق وسمعة العراق وهيبة العراق، عندما يزورها مئات الالوف او الملايين، هذا ليس لانهم شيعة، بل لانها مدينة مقدسة اسلامية، وهذه المدينة المقدسة الاسلامية تستحق التعمير والازدهار وبالتالي نحن نؤدي واجبا ازاءها عندما نقدم لها المساعدات".

وفي حديث  مع صحيفة (الحياة) اللندنية في يونيو  2007، أكد  الرئيس مام جلال:
"أنا اعتقد ان شيعة العراق لن يكونوا أبداً تابعين للشيعة في ايران.
أولاً، دعني أقول لك أمثلة المرجعيات، عندنا أربع مرجعيات، على رأسهم سماحة السيد علي السيستاني، هؤلاء مختلفون مع ايران حول موضوع ولاية الفقيه، فهم لا يريدون ولاية الفــقيه، وهذا خلاف كبير. شيء يذكر بالحركة الشيوعية العالمية والخلاف بين الصين وروسيا.
ثانياً، هؤلاء المراجع يعتبرون انفسهم هم مراجع الشيعة في العالم.
ثالثاً، النجف الاشرف هو «فاتيكان الشيعة» في العالم وليس قم أو مشهد.
رابعاً، أكثر أضرحة أئمة الشيعة موجودة في العراق، الإمام علي والحسين والعباس والكاظم والعسكريان. هناك واحد فـــقط توفي في مشهد.
عندما يذهبون الى ضريحه يقولون: «يا غريب الدار السلام عليكم».
 لذلك لا خطر من أن يكون شيعة العراق اتباعاً لإيران أبداً.

وفي حوار مع صحيفة (الشرق الاوسط) اللندنية في تشرين الثاني 2010، جدد الرئيس مام جلال التأكيد على ان العراق هو الموطن الأساسي للشيعة وقال:
"نحن نعتقد أن النجف هو فاتيكان الشيعة في العالم وأن الأماكن المقدسة موجودة في العراق: كربلاء، سامراء، الكاظمية.. والقبور المقدسة: الإمام علي، الحسين، كاظم، عباس، العسكريين الاثنين.. كلها موجودة في العراق، ولذا نحن نعتبر أن العراق هو الموطن الأساسي للشيعة".

*رئيس تحرير المرصد

*اعد هذا المقال كاسناد لتقرير الباحث "مهيار كاظم" في معهد  "المجلس الأطلسي" الأمريكي بعنوان "صعود الفاتيكان الشيعي في العراق" حيث استخدم الباحث عبارة "فاتيكان الشيعة".

Copyright © 2020 Kirkuk Tv All Rights Reserved Designed And Developed By AVESTA GROUP