في السياسة ليس من المعقول أن تخلق لك اعداء، بل الدبلوماسية هي لُب السياسة،
والدبلوماسية في العمل السياسي تعمل على تحقيق التوافق بين وجهات النظر المتباينة،
للوصول لحل يرضي جميع الأطراف .
وأن تكون ذا مقبولية لدى الكل أو على الأقل عند الاعم الأغلب من الجهات
والاحزاب السياسية دليل على نجاحك وتفوقك .
من يتتبع السيرة السياسية للرئيس الراحل "مام جلال "، سيقول
بلا شك أنه أكثر سياسي كان يتمتع بمقبولية ووسطية واعتدال كبيرة وتقريبا هو السياسي
الوحيد في تاريخ العراق السياسي اجتمع حوله الجميع بكل متبنياتهم وتوجهاتهم الفكرية
والسياسية، والسبب ببساطة لحكمته واعتداله ووسطيته وحنكته في إدارة الأزمات حتى سُمي
بـ "(صمام أمان العراق) او(خيمة الحكمة)، واتفق الجميع على هذا الوصف .
وهذا هو سياسة الاتحاد الوطني الكوردستاني منذ تأسيسه أن يكون قريباً
من الجميع ومعتدل ووسطي.
ولو شاهدنا وتابعنا اليوم تحركات وخطوات نجله السيد بافل طالباني رئيس
الاتحاد الوطني الكوردستاني، لما رأينا اختلافا، بل تكاد تكون نفس الخطوات، ولكن بظروف
مختلفة، وكل ظرف له تعامله وأسلوبه الخاص بسبب التغييرات والمستجدات .
السيد بافل طالباني يتمتع بمقبولية سياسية وشعبية أيضاً كما كان الراحل
مام جلال، وليس له خطوط حمراء فيمايخص الدفاع عن حقوق شعب كوردستان، يسعى ويعمل ويكثف
من زياراته لاجل خدمة شعبه، فهو بنفسه زار اربيل لتسوية وحل المشاكل التي تعصف بالاقليم،
تواضعه يشبه الى حد كبير تواضع والده.
طالما أكد الرئيس الراحل مام جلال على أهمية بغداد لتعزيز وتقوية الاقليم،
وزيارة السيد بافل للعاصمة بغداد جاءت على أساس هذه الأهمية،حيث التقى العديد من المسؤولين
والزعماء السياسيين، وفي كل لقاء يؤكد على الإلتزام بالاتفاقيات السياسية وحماية حقوق
جميع الأطراف في إطار القانون والدستور، حيث يعتبر الضامن لترسيخ الإستقرار والامن
وانجاح البرنامج الحكومي .
كما دعا الى ابعاد المشاكل السياسية حتى لا يشكل عائقا أمام تنفيذ البرنامج
الحكومي، وشدد في لقائه مع رئيس الوزراء على ضرورة حل جميع المشاكل بين بغداد واربيل
وارسال المستحقات المالية لاقليم كوردستان، وأكد أن هذه المستحقات هي حق وقوت شعب كوردستان،
وليس مرتبطا بأي حزب أو جهة سياسية .
كما دعا خلال استقباله وزير الدفاع السيد ثابت العباسي على أهمية التعاون
والتنسيق العسكري والاستخباري كعامل مهم لحماية الامن في المنطقة.
وقال: مواجهة الارهاب واجب الجميع، ومن أجل ذلك فإن تعزيز العلاقات وتوسيع
التنسيق بين قواتنا من ضرورات المرحلة.
ولو تتبعنا لقاءاته في بغداد وحتى اربيل وكما عهدناه وبعيدا عن التهريج
الاعلامي كما عادة البعض، طالب السيد بافل طالباني بحقوق ومستحقات شعب كوردستان، وأن
يكون المواطن بعيداً عن الصراعات السياسية، حيث وضع هموم ومطالب المواطنين في اولويات
مهامه، وسعيه الدائم لتحقيق مطالب المواطنين .
لقد أهتم في زيارته ومباحثاته لجوانب عديدة لها صلة مباشرة بحياة المواطنين،
أهمها الجانب الإقتصادي والمعيشي، وكذلك التعاون والتنسيق في الجانب العسكري والامني
والاستخباراتي لتحقيق الامن والسلم في جميع المناطق .
Copyright © 2020 Kirkuk Tv All Rights Reserved Designed And Developed By AVESTA GROUP