(اهم سؤالين كيفك وكيف تعيش؟)
قبل اختراع السيارات التي اختصرت الوقت والمسافات كان الناس يستخدمون وسائل أخرى للتنقل وعلى رأسها الحيوانات كالحصان والحمار والجمل وغيرها. الا أن اختراع وصناعة السيارات ساهم الى أكبر الحدود في تطور البشرية بشكل ايجابي بغض النظر عن التأثيرات الأخرى التي يعتبرها البعض سلبية، مثل تلوث البيئة والتسبب في الحوادث وغيرها. الا أن مقارنة بين التأثيرات الايجابية والسلبية ستظهر حتما بأن التأثيرات الايجابية للسيارات على المجتمع الانساني هي أكبر بكثير من أية تأثرات أخرى. ولكن مايثير الاهتمام الأكبر كيف تطورت السيارات ووصولها الى الفخامة التي هي عليها اليوم. مرت صناعة السيارة بعدة مراحل وهي أولا بدات بفكرة خيالية وهي كيف يستطيع الانسان الاستفادة من قوى الطبيعة واستخدامها لصالحه لذلك تعاقب الكثيرين على قضية صناعة عربة لا يجرها انسان ولا حيوان ففي سنة 1680 صمم كريستيان هوجينز وهو انكليزي(ولكن لم ينفذ) اول محرك احتراق داخلي يعمل ببودرة البارود وبعدها جاء الفرنسي نيكول جوجنو عام 1786وقام بأخترع سيارة تسير بالبخار لاستخدامها في جر المدفعية الفرنسية ذات ثلاث عجلات ولها سرعة 6 كيلومتر/ ساعة ،وكانت ثقيلة الوزن وبطيئة الحركة ولم تكون ذات نفع يذكر، ثم جاء السويسري فرانكو اسحق دنياز واخترع محرك احتراق داخلي يستخدم مخلوط الأوكسجين والهيدروجين كوقود وصمم سيارة لتعمل بهذا المحرك وكانت هذه أول سيارة تسير بمحرك احتراق داخلي. ولكن التصميم كان سيئ للغاية وغير ناجح. عام 1825تمكن العالم الإنجليزي ستيفنسون من تركيب الآلة البخارية في عربة نقل وتشغيل أول خط حديدي في إنكلترا،وفي 1827 الفرنسي أونسيم بيكيور أخترع التروس (صندوق الكير)للسيارة المسيرة بالبخار والتي تسمح للعجلات التي على نفس المحور بالدوران بسرعات مختلفة عند المنعطفات حيث تدور العجلة الخارجية بسرعة اقل من سرعة المحرك الداخلي، وبدأت الإنارة كتجهيز إضافي المصابيح ابتداءً من سنة 1898، لتتحول بعدها، وبالتحديد سنة 1904، إلى تجهيز قياسي يزوّد جميع أنواع السيّارات المصنّعة وتم تسجيل براءة اختراع أول إطار ينفخ بالهواء باسم المهندس روبرت ويليام طومسون من اسكتلندا سنة 1845 وقد استخدمت الإطارات في المركبات التي كانت تجرها الخيول كتجربة أولى . وتتوالى الاختراعات سنة بعد أخرى والتطويرات حتى صنع كارل بنز الألماني اول سيارة بثلاث عجلات ولتستمر مرة أخرى التحسينات والتطوير وصولا الى السيارة الحالية بكل مواصفاتها ولازالت التطويرات مستمرة ولن تتوقف ولو حسبنا عدد السنوات التي احتاجها الأوربي لصناعة السيارة التي بدات منذ 1680 حتى صناعة اول سيارة قيادة ذاتية 1984 هي تقريبا 300سنة كي نأتي نحن أناس الشرق المتوسط لناخذ مفتاح السيارة حاليا ولنركب السيارة من دون حتى ان نسأل كيف فكر الانسان هناك بهذه الفكرة العبقرية ليقدم للبشرية خدمة عظيمة والتي لن تتوقف على مر الازمان ،يقول علي عزت بيغو فيتش *1الحضارة تُعلِّم أما الثقافة فتُنور ، تحتاج الأولى الى تعلم ، اما الثانية فتحتاج الى تأمل لان موضوع الثقافة موضوع ثابت هو لماذا نحيا ؟ أما الحضارة فهي تقدم متصل ومتغير ومتطور يتعلق بسؤال: كيف نحيا ؟ اذا السؤال الأهم دوما عن كيفية العيش في هذه الحياة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وبيئيا وببساطة شديدة الانسان القديم استطاع العيش رغم جهله واميته لكنه كان عيشا مر وبائس لانه لم يسأل كيف أعيش؟.ولهذا تجرنا السياسة دوما وتبقينا تحت رحمة سؤال لماذا جئنا الى الدنيا ولماذا نعيش لأنها جعلت حياتنا جحيم اما كيف نعيش وكيف هو حالنا في الماضي والان وكيف سنحل الازمة والمشكلة وكيف ستتوفر وفرة مالية تغطي مصاريفنا فللأسف كانه سؤال ممنوع ،والعراقي عندما يرى أي شخص اخر يعرفه يقول له اشلونك وهو سؤال مختصر من جملة كيف (كيف تعيش حياتك بعد اخر مرة رايتك فيها )..
*1 مفكر وسياسي
Copyright © 2020 Kirkuk Tv All Rights Reserved Designed And Developed By AVESTA GROUP