كيف نمارس السياسة وكيف نكون سياسيين؟ القسم الثاني

السياسة جزء لا يتجزأ من المجتمع البشري، فهي تشكل الطريقة التي نحكم بها أنفسنا ونتخذ القرارات التي تؤثر على حياتنا. إنه مجال معقد ومتفاعل مع الاحداث الغرض الرئيسي منه هو ممارسة السلطة، والتفاوض على المصالح، والسعي لتحقيق أهداف جماعية عادة تتمثل في أحزاب وتكتلات ويعد فهم السياسة أمرًا بالغ الأهمية لأي شخص يريد المشاركة بنشاط في تشكيل مستقبل مجتمعه أو بلده أو حتى العالم.
يمكن تعريف السياسة بأنها عملية اتخاذ القرارات التي تنطبق على أفراد مجموعة أو مجتمع ام اية جماعة بشرية وايضا توزيع السلطة والموارد، وصياغة وتنفيذ السياسات الداخلية والخارجية، وحل النزاعات والاختلافات والانشقاقات والازمات. ولا تقتصر السياسة على أنشطة السياسيين والمسؤولين الحكوميين؛ فهي تشمل مجموعة واسعة من التفاعلات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تؤثر على طريقة عمل وتقدم وتطور ورقي المجتمعات.
إن السياسة في جوهرها تدور حول ممارسة السلطة فيمكن فهم السلطة على أنها القدرة على التأثير أو التحكم في سلوك الآخرين، سواء من خلال الإقناع أو الإكراه أو السلطة الشرعية التي يمنحها منصب أو مؤسسة. يمكن أن يمارس السلطة السياسية أفراد أو مجموعات أو مؤسسات، وتكمن أهمية السياسة في انها تلعب السياسة دورًا حاسمًا في تشكيل الطريقة التي تعمل بها المجتمعات والنتائج التي تحققها. فهي تحدد كيفية تخصيص الموارد، وكيفية وضع القوانين وتنفيذها ومراقبة الالتزام بها، وكيفية حل النزاعات كما تؤثر السياسة أيضًا على توزيع الثروة والفرص والمنافع الاجتماعية داخل المجتمع لذلك إن فهم السياسة أمر ضروري لعدة أسباب منها، يسمح للأفراد بالمشاركة في العملية الديمقراطية ويكون لهم رأي في القرارات التي تؤثر على حياتهم. ومن خلال الوعي والمشاركة السياسية، يمكن للأفراد المساهمة في تطوير السياسات والقوانين التي تعكس قيمهم ومصالحهم وتطلعاتهم ، تساعد السياسة الأفراد على فهم وفك تعقيدات المجتمع. فهي توفر إطارًا لفهم لكيفية ممارسة السلطة، وكيفية اتخاذ القرارات، وكيفية تفاعل الجهات الفاعلة المختلفة مع بعضها البعض. ومن خلال فهم السياسة، يمكن للأفراد فهم دوافع وتصرفات السياسيين وفهم اطراف السياسة، علاوة على ذلك فإن السياسة هي وسيلة لإحداث التغيير ومن خلال الانخراط في العمليات والتجارب السياسية، يستطيع الأفراد والجماعات الدفاع عن مصالحهم، والعمل على خلق مجتمع أكثر عدلاً وإنصافًا. توفر السياسة منصة للتعبير عن المعارضة، وحشد الدعم، والتأثير على الرأي العام.