إن الاغتراب الاجتماعي المتمثل بشعور الفرد بالغربة في مجتمعه الذي ولد و نشأ فيه وان هذا المجتمع لا يمثله هو أكبر من كونه فجوة اجتماعية بين الاجيال والتي تعتبر حالة طبيعية إلى حد ما في علم الاجتماع ، فالأمر تعدى إلى مرحلة الانقطاع وعدم الفهم ، فهناك جيل لا نفهمهم ولا يفهموننا ومنعزلون داخل المنزل على أنفسهم ، لا يهتمون لاهتماماتنا ولانستطيع ادراك اهتماماتهم ولا يتواصلون معنا ، لدرجة تصل إلى أن البعض منهم ينطقون بكلمات لا نفهمها وجمل غريبة عن لغة مجتمعنا . مع العلم ان اللغة يجب أن تكون أولى المهارات التي يجب على الفرد ان يكتسبها من أسرته للتواصل بها مستقبلا في مجتمعه .
هنا ندرك إن الأسرة لم تنجح ولم تفلح في تحويل هذا الكائن العضوي او البيولوجي إلى كائن اجتماعي ، باستدخال ثقافة المجتمع إليه وكسب المهارة للانتماء إلى المجتمع الذي نشأ فيه .
فتنشئة الطفل اجتماعيا وتحويله من كائن عضوي إلى كائن اجتماعي من قبل الأسرة يجب أن تكون تنشئة سوية، اي أن تكون سوية في توفير الحماية والامن النفسي والدلال والتعبير له عن الإعجاب وتوفير القدوة له بصورة معتدلة ومستمرة بعيدة عن المغالاة و الإفراط ،هذا بالإضافة إلى نبذ العنف نبذا .
في هذه الجزئية من المهم عدم إشغال الطفل عن التعبير عن احتياجاته للعاطفة والحنان والأمان والدلال بالرسائل الترفيهية التي لا تستوجب تدخل ومساعدة الأسرة وإنما تعتمد على إمكانيات الطفل الذاتية (الهواتف وألعاب الهواتف وما شابه ذلك ) فبالاضافة إلى انها تؤدي إلى اشغاله عن التعبير عن احتياجاته كطفل ، فانها تصبح المجال الوحيد لإيجاد القدوة الذي يكتسب منها مهاراته السلوكية والاجتماعية من مصدر ليس جزء من مجتمعه بعيدا عن الأسرة التي تعتبر أصغر و اول وحدة اجتماعية مكونة للمجتمع الكلي يحتك به الطفل .
لذلك نراه غريب السلوك والاطوار والميول في الملبس و في الكثير من الاهتمامات غير المألوفة لدى المجتمع الذي نشأ فيه ، وهذا يشكل و يولد عنده حالة الاغتراب الاجتماعي ويشعر أن هذا المجتمع لا يمثله و لا يشعر بالانتماء اليه في نفس الوقت ، لأنه منذ نشأته لم يشعر بالانتماء لاسرته .
Copyright © 2020 Kirkuk Tv All Rights Reserved Designed And Developed By AVESTA GROUP