خُلق الإنسان فريدا ، متميزا ، وليس كمثله قرين مطابق له. ان كل فرد
من افراد المجتمع الانساني عنصر نادر متميز لذاته ولن يتكرر و إن تشابه إلى حد ما
مع غيره من بنيه من البشر ،ابتداءً من
بصمته إلى وجهة نظره وادراكه وفهمه للاشياء حوله
ان الانسان اجتماعي بطبعه و غريزته في العيش مع اقرانه والتفاعل والانتماء والاندماج معهم مع
حرصه على الاحتفاظ بتميزه ووجهة نظره الفريدة ، لذلك نرى مفهوم اختلاف وتبادل
الاراء فقط في المجتمع الانساني بخلاف تجمعات المخلوقات الأخرى( القطيع) الذي تجمع
افرادها مجموعة من الغرائز البدائية لتلبية احتياجاتهم المبسطة من الحماية والتكاثر مثلا ويكون التحكم بهم ببعض الإشارات والأصوات
البسيطة ، فلا تميز يذكر لعناصر التجمع فتلك الغرائز البدائية التي تجمعهم توحد ارائهم
ومتطلباتهم و واداراكهم وفهمهم للاشياء حولهم .
اما مسألة التحكم في التجمعات البشرية فتكون صعبة ومعقدة (في الأحوال الطبيعية
) وذلك لصفة التميز لكل فرد من افراد المجتمع الانساني بوجهة نظره وفهمه وادراكه
للاشياء حوله .
وانطلاقا من مبدأ ان الشعب هو مصدر السلطات فإنه من المهم السيطرة
والتحكم بهذا المصدر ،ولذلك تم ابتكار عدة أساليب و و سائل لتسهيل هذا التحكم
وتحقيق هذه السيطرة ، ومن بين هذه الوسائل هو المحاولة والى أقصى حد لتوحيد أراء
وافكار وادراكات افراد المجتمع بخلق بعض الأفكار والمفاهيم المقترنة ببعض العادات والتقاليد
والسلوكيات التي تكاد ان تكون بالية لتوحيد وتجميع اكبر عدد من افراد المجتمع على
حساب تميز كل فرد من افرادها بوجهات نظرهم
وادراكاتهم اي ( قطعنة المجتمع ) وإطلاق
اسم التراث عليها واحاطتها في بعض الأحيان بنوع من القدسية او القبول والنفور الاجتماعي
احيانا أخرى لضمان تقوية ارتباط الأفراد بالتجمع (القطيع) وعدم افلات اي فرد من
افراده
فما أسهل على قادة المجتمع من تحشيد اكبر عدد من افرادها ومن مختلف
مشاربهم بكلمة وتشتيت هذا الشمل بكلمة أخرى، فقد نجحوا في قطعنة المجتمع الانساني لتسهيل التحكم بهم باعتبارهم مصدرا
لسلطاتهم
Copyright © 2020 Kirkuk Tv All Rights Reserved Designed And Developed By AVESTA GROUP